سيقوم اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال، بزيارة استطلاعية لولاية المدية للوقوف على واقع البرامج التنموية بهذه الولاية التي تحتل الصدارة وطنيا بالنسبة للفقر ضمن خمس عشرة ولاية. ومن بين الملفات الساخنة التي سيطرحها ممثلو المجتمع المدني، غاز المدينة التي لا تزال عاصمة التيطري تحتل فيها كذلك المرتبة الأخيرة بنسبة لا تتعدى 42 في المائة، في حين تجاوزت نسبها بالولايات المجاورة لها أو باقي الولايات عتبة 70 في المائة، خاصة بالنسبة لمناطقها الشرقية ممثلة في البلديات العمارية، سيدي نعمان، السواقي، بني سليمان، القلب الكبير، العزيزية وتابلاط مقر الدوائر، والتي تمثل ربع سكان الولاية على وجه التقريب. أما فيما يخص الماء الشروب فإن ذات الولاية تعتمد في التزود بهذه المادة الحيوية على الولايات المجاورة على غرار سكان قصر البخاري الذين تصلهم قطرات الماء من منطقة البيرين بولاية الجلفة على 98 كلم، غير أنهم يعيشون العطش على مدار أيام السنة حتى خلال فصل الشتاء والبرواقية من سد غريب وكذا المدية بالإضافة إلى واد شفة الذي تعتمد عليه بنسبة كبيرة، أما المناطق الشرقية كبني سليمان والعزيزية ومغراوة والميهوب، فمن سد الحمام ببلدية السدراية رغم عدم صلاحية مياهه للشرب، ما يضطر سكان الجهة إلى الاعتماد على المياه المعدنية التي تسببت في إفراغ جيوبهم، وحتى مياه المشروع الضخم من (سد كدية أسردون) طال انتظاره من قبل سكان أزيد من 12 بلدية مبرمجة للتزود من مياهه، باستثناء سكان بلديتي الميهوب المجاهدة حسب أحد سكانها ومغراوة المجاورة فإنهم سيحرمون من مياه هذا المشروع في ظل ندرة المياه الجوفية حسب الدراسات الهيدرولوجية. كما سيقف عبد المالك سلال على كارثية التعليم الجامعي الذي يعاني من مشكل الهياكل المستقبلة خلال الموسم الجامعي 2013-2014 على وجه الخصوص، للتأخر الملحوظ على المشاريع المبرمجة منذ 2009 خلال عهدة الوالي السابق والمتمثلة في 8000 مقعد بيداغوجي و4000 سرير، تم تحويلها إلى بلدية وزرة على 8كلم بشرق المدية، لكنها لم تر انطلاق أشغالها وأشغال الترامواي من وزرة إلى القطب الحضري ثم إلى بلدية ذراع السمار مرورا بوسط المدية، ما اضطر مسؤولي القطاع إلى تحويل ثانوية القطب الحضري إلى الجامعة كحل ترقيعي مؤقت، وأن ذات المشاكل يعيشوها القطاع التربوي خاصة بمرحلة الثانوي لعدم انطلاق المشاريع المبرمجة منذ 2009 كذلك بسبب نقص العقار. وحسب المعلومات المتطابقة غير الموثقة فإن سكان شرق الولاية، سيحرمون من زيارة الوزير الأول للإطلاع على حجم معاناتهم اليومية في جانب الماء الشروب والصحة وغاز المدينة وربط سكان أرياف هذه البلديات بالمناطق الحضرية، عبر برمجة مشاريع لتعبيد المسالك والطرق البلدية، بدعم من خزينة الدولة لانعدام أو ندرة المرافق المدعمة لخزينة هذه البلديات الفقيرة. هذا بالإضافة إلى النقص الملاحظ في جانب مياه السقي الفلاحي لتأخر أشغال سد بني سليمان المقرر توفير أزيد من 2500 منصب شغل في حال سقي 1700 هكتار من مياه هذا السد الذي انتظره سكان الجهة لأكثر من ثلث القرن.