”البلاد” تقف على توقف عجلة التنمية بالعزيزية العقار يرهن مستقبل التنمية ويبعد القطار عن السكة
في شرق ولاية المدية، على بعد حوالي 90 كلم عن عاصمة الولاية، تقع دائرة العزيزية، يعاشر فيها الفقر والعوز والحرمان شح المشاريع التنموية التي أعرضت عن الدخول إلى المنطقة والتزاوج مع عذرية الطبيعة لا لشيء إلا لأن العقار خذلهم وللعقار في التنمية شؤون· ويعاني سكان بلدية العزيزية مشاكل عدة ترتبت عن انعدام العقار المدرج ضمن المخطط العمراني، ما اثر سلبا على مسار التنمية بهذه البلدية، متسببا في توقيف مؤقت لعديد البرامج التنموية ووصمها بالعقم، ما أزم معاناة فئة الشباب خصوصا مع الاستفحال الكبير لظاهرة البطالة، ما جعل شبابها خصوصا خريجي الجامعات يلجأون إلى عقود التخدير ”عقود ما قبل التشغيل” املا في الحصول على منصب عمل قار، لا سيما مع تفشي سياسة الإدماج· مشروع المكتبةفقط على الورق استفادت العزيزية منذ سنوات من مشروع المكتبة البلدية لأزيد من عامين في إطار مكتبة لكل بلدية، غير أن الانطلاقة الفعلية لا تزال تعرف الكثير من التردد، بسبب عدم صلاحية الأرضية المختارة للبناء أو لانعدامها تماما، وقد تم اختيار قطعة أرض لتشييد المكتبة سابقا كما تم دراستها تقنيا· ونظرا لتكلفة تهيئتها والتي فاق مبلغها: 400 مليون سنتيم، تم الاستغناء عن المكان المختار، الشيء الذي ترتب عنه تأجيل المشروع والذي بقي حبيس الأدراج لحد الساعة، وهو ما يعرفه مشروع القطب الحضري الذي يضم أكثر من500 وحدة سكنية على مساحة تقدر بنحو 30 هكتارا، ناهيك عن المرافق ذات الطابع الإداري والثقافي والتربوي، وبعد أن فكرت السلطات المحلية في إلغائه لانعدام العقار، أعيد طرحه مرة ثانية غير أن انطلاق الأشغال به ما تزال رهينة العقار على أساس أن مجمل أراضي العزيزية الشاغرة هي أراض فلاحية محضة· وما تبقى منها مجرد طبقات صخرية صلبة لا تصلح للبناء، لكن الملاحظ على المنطقة الشرقية الجنوبية حيث الهياكل الصناعية أنها تصلح للبناء· قرية أولاد زيدان ودشرة السايبى·· الفقر يضرب موعدا ويبقى جحيم المعاناة ملحوظا بصفة خاصة لدى ارياف المنظقة، حيث تعاني العديد من المداشر من انعدام التنمية بها، مثلما هو حال قرية أولاد زيدان ودشرة السايبى التي يعاني سكانها العزلة التامة، لاهتراء الطرق والمسالك التي تربطها بالمنطقة الحضرية· كما تبقى عجلة التنمية تسير بخطى السلحفاة، لافتقار هذه البلدية لمشاريع تنموية من شأنها تخفيف المعاناة اليومية لسكان الجهة، وعلى هذا فحظ بلدية العزيزية من السكنات على اختلاف صيغها يبقى غير كاف، مقارنة بالبلديات الأخرى مقر الدوائر على مستوى ولاية المدية· وفي جانب البيوت الهشة، أحصت المصالح التقنية المختصة، ما يزيد عن 270 بيتا هشا معظمها تتمركز في الوسط الريفي· سكان البناء الهش ينعون مشاكلهم طالب القاطنون بالأحياء القصديرية ببلدية العزيزية والقادمين إليها من مداشر متفرقة سنوات التسعينات، إلى ضرورة الالتفات إليهم عبر تخصيص حصص السكن المبرمج للقضاء على البناء الهش، مما يضمن لهم الحياة الكريمة، لاسيما وأن منازلهم اضحت بؤرا للأوبئة والأمراض· ويبلغ عدد السكنات قيد الإنجاز المخصصة لهذا الإطار 40 سكنا· ليبقى التخوف من برمجة سكن واحد لكل عائلة، لا سيما بالنسبة للعائلات المركبة والتي يقطن أبناؤها المتزوجون بالسكن الهش· القرار هذا من شأنه أن يكون خيبة أمل للعديد من العائلات التي ضاقت ذرعا بضيق سكناتها· للاشارة سنة 2010 بلغ عدد السكنات المبرمجة للقضاء على السكن الهش 03 آلاف سكن· فيما بلغ عدد السكنات المبرمجة بعنوان 2011 حوالي ألفي وحدة سكنية· دائرة العزيزية تستفيد من 1110 سكنات بكل الصيغ وكانت بلديات العزيزية قد استفادت مؤخرا ، من 1110حصص سكنية بصيغتيه الاجتماعي والريفي، وفي هذا الصدد استفادت ذات الدائرة من 480 سكنا اجتماعيا إيجاريا، وجهت أساسا للقضاء على السكنات الهشة، حيث كان نصيب بلدية العزيزية مقر الدائرة 150 حصة في حين استفادت بلدية مغراوة من 100 حصة· أما حصة الأسد فقد استفادت منها بلدية الميهوب أقصى شرق المدية ب100كلم، و230حصة من صيغة الإجتماعي-الإيجاري· وعن البناء الريفي المخصص لسكان المناطق الريفية بهدف تثبيت المقيمين وتشجيع النازحين خلال العشرية الماضية من القرن العشرين، فقد استفادت دائرة العزيزية من 630حصة للبناء الريفي كان نصيب الدائرة الأم العزيزية 180حصة، فيما استفادت بلدية مغراوة من130 إعانة بملبغ 70مليون سنتيم للحصة الواحدة، وجهت نسبتها الأكبر إلى قري الشلالة وبيت حكمتين· أما بلدية الميهوب فكانت حصتها 300 إعانة للبناء الريفي بمبرر كثافتها السكانية العالية البالغة1294نسمة حسب إحصاء .2008 بينما بلغ سكان كل من سكان العزيرزية ومغراوة 8345 و6551نسمة على التوالي· كما أن أكثر من 70 بالمائة من سكانها يستقرون بالوسط الريفي على الحدود مع ولاية البويرة· قاعة علاج مطلب السكان ويفتقر سكان بعض القرى إلى قاعات للعلاج الأولي· كما تحتاج ذات البلدية إلى مصلحة الولادة بالعيادة المتعددة الخدمات، والتي تعاني هي الأخرى نقصا كبيرا في الأطباء الأخصائيين، وكذا في الأجهزة الطبية ومؤطريها، ورغم أن هذه العيادة الوحيدة تقوم بتغطية أزيد من 26000 نسمة، يتوزعون على البلديات الثلاث بالعزيزية 341,8 نسمةبوبمغراوة 5651 نسمةب وبالميهوب 094,12 نسمة، حسب إحصاء ,2008 وعلى هذا فإن المواطن بهذه المناطق النائية لا يزال يضطر إلى قطع أكثر من 30كلم، في الحالات الإستعجالية والولادة بالتوجه إلى مستشفى تابلاط أو بني سليمان أو البويرة وعين بسام· مركز ثقافي لايزال أملا منشودا أما على مستوى الجانب الثقافي، فإن آمال الطبقة المثقفة بالبلدية لم تتحقق بعد غياب مركز ثقافي، رغم أن البلدية تتوفر على ثانوية ومتقنة ومتوسطتين ودار للشباب، والتي أصبحت غير قادرة على استيعاب هذه الطاقة الهائلة للشباب الوافدين عليها، الذين هم بحاجة ماسة إلى ملاعب جوارية وفضاءات رياضية قد تخفف من ثقل الفراغ وظاهرة البطالة المتفاقمة، وتبقى احلام مواطني العزيزية رهينة العقار إلى إشعار آخر·
أولاد هلال: استمرار أزمة السكن يؤرق السكان
عبر سكان المنطقة خربة أولاد هلال التابعة إداريا لأولاد عنتر جنوبي المدية، عن عظيم استيائهم من الوضع الراهن، حيث تصدرت قائمة انشغالاتهم ازمة السكن الموصوفة بالخانقة، فضلا عن الظروف المعيشية الصعبة التي جعلت منهم مواطنين منقوصي الحقوق· فلا مسالك معبدة، ولا مشاريع مبرمجة من شأنها خلق فرص شغل إلى جانب قلة عدد المستفيدين من امتيازات السكن الريفي على اساس أن المنطقة صعبة الدروب· هذا وتساءل السكان عن سياسة التهميش المتبعة رغم انهم لم يغادروا اراضيهم خلال العشرية الحمراء العصيبة، بالرغم من أن الظروف كلها غيرمشجعة للاستقرار، حيث إنهم اضحوا عرضة للأوبئة جراء الفقر وانعدام قنوات صرف المياه الصحي لدى العديد من الأهالي لتبقى حياة المواطنين قاب قاسين أو أدنى من الحياة الكريمة· للاشارة وفي إطار فك العزلة عن القرى والمداشر والأرياف خصصت ولاية المدية مليار ونصف دج لتسجيل مشاريع في المخططات البلدية توجه للتزود بالمياه الشروب وشق الطرقات وفتح قنوات صرف المياه في المداشر والارياف· فيما تم تخصيص في إطارالبرامج القطاعية غير الممركزة 22 مليار دج لدعم المشاريع التنموية، فهل سترفع هذه الميزانية الغبن عن أهالي أولاد هلال، لا سيما مع سياسة التهميش والإقصاء الممارسة ضدهم والتي منعتهم من العيش الكريم·
الكاف لخضر بعين بوسيف بين مطرقة الطبيعة الوعرة وسندان إعراض المسؤولين
أعرب سكان مداشر الكاف لخضر بعين بوسيف جنوبي المدية عن قلقهم جراء القطيعة التنموية المعلنة والمستهدفة لبلديتهم، حيث يعاني المواطنون من عزلة رهيبة أقحموا فيها نظرا لرداءة المسالك المؤدية اليها الامر الذي أرق يومياتهم لاسيما وأنها غير صالحة حتى لسير الدواب التي اضحى وجودها في القرية اكثر من ضروري في ظل انعدام الماء الشروب· وطالب السكان بضرورة تهيئة الطرق المؤدية للفرق، وربطها بشبكة المياه ليبقى السكان في انتظار ما ستسفر عنه قرارات السلطات المحلية إلى إشعار آخر·
عيش تشوف
يبدو أن الصين التي أوقفت نشاط صناعة الأحذية التي عرفت بها المدية واشتهرت بصنعها على مرور السنين، حيث حلت لتغزو الحقول والمزارع لا باليد العاملة وإنما بمنتوج الشعير الذي كثر الحديث عنه وسط الفلاحين· وكان مصدر مسؤول قد أكد وجود شعير مصدره الصين يباع لتعاونية جمع الحبوب بالبروافية على أن مصدره محلي ، ب3000 دج للقنطار· في حين أنه يشترى ب1000 دج للقنطار· وبالرغم من أن مدير التعاونية كذب الرأي كاشفا وجود كمية قليلة دخلت الا تفوق كميتها ملعقة من الشعير الصيني في كل قنطار من القمح إلا أننا نقول إن احتراف التقليد ماض في الانتشار، بعد اللباس والأواني والأحذية، دخلت الصين إلى طعامنا معبئا في اكياس كتب عليه ”صنع بالجزائر” ولا ندري إن كان المقصود بالصناعة الأكياس المحملة لكن الأكيد أن ما بداخل الكيس ليس شعيرنا، الصين نجحت من خلال خطوات متتابعة فى الاستحواذ على العمليات الزراعية التى كان يقوم بها الفلاح، الواحدة بعد الأخرى· وقد انتزعت منه كل ما كان من شأنه أن يحقق ناتج ربح مضمون، وتاركة له كل مخاطر العمليات الزراعية ليتحملها وحده مثل: مخاطر المحصول السيء، والطقس غير الملائم، وخسارة المال المستثمر نتيجة الزيادة المتعاظمة فى اسعار مستلزمات الزراعة، والانخفاض المستمر فى اسعار المنتج الزراعى الذى يبيعه مادامت أسعار شعيرها أقل بمرتين·
نتحجج نحن الجزائريون دوما بمصطلح الرحمة والغفران والتسامح والتصالح وغير ذلك من المصطلحات التي تؤمن بها أقلامنا وكتبنا ومؤلفاتنا وأحاديثنا التي تلوكها ألسنتا· وعندما نعري الواقع من لغة الخشب نرى لغة الحديث الحقيقية التي نداريها كالعار كالفضيحة هناك قوم لا يزالون يقتاتون من القمامة يقصدون الأسواق في الصباح الباكر·· نساء ورجالا وقد احتفظ بعضهم بشيء من الحياء بينما راحت أعين الكثير منهم تقول: مابالكم تطاردونا بأعينكم القمامة افضل من مد اليد وراحوا يغوصون في قلب الزبالة يبحثون عن خضر أغفلتها صناديق التجار·· إنهم يزاحمون الكلاب التي راحت تعوي عواء مرا لأنها طردت من مصدر رزقها بل وربما عوت الكلاب اسفا لحياة هؤلاء بين مائدة مملوءة لحد البذخ يتناول أصحابها بعد كل مأدبة ”اكتيفيا” وادوية علاج التخمة وقوم آخرين يشربون الماء لتمتلأ بطونهم وتبطل عواءها تنسحب، هناك فقير يبحث في صمت، يستيقظ باكرا صوب القمامة·