اتّفقت الولايات المتّحدة وروسيا على مشروع قرار يجرّد سوريا من أسلحتها الكيميائية، ويهدّدها بعقوبات في حال الإخلال بالتزاماتها في هذا المجال. قال مسؤول أمريكي إن المجلس قد يصوّت في وقت متأخّر من ليل الجمعة إلى السبت على مشروع القرار. وأكّد وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف التوصّل إلى الاتّفاق بعد تأكيد سابق من دبلوماسيين غربيين في الأمم المتّحدة بتوصّل الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس (الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) إلى اتّفاق بهذا الشأن بعد أسابيع من المفاوضات. من جهته، أكّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاحقا الاتّفاق قائلا إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة عليه. وكان مسؤول أمريكي قال قبل ذلك إن روسيا قبلت إصدار قرار قوي وملزم. ووصف الاتّفاق الذي يتمّ التوصّل إليه بأنه (اختراق تاريخي وغير مسبوق)، وأضاف أن الاتّفاق يضع امتثال نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت رقابة المجتمع الدولي. وفي حال المصادقة على مشروع القرار -الذي بادرت بتقديمه الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا قبل أن يتمّ لاحقا تعديله- سيكون أوّل قرار يصدر عن مجلس الأمن بشأن الأزمة في سوريا منذ اندلاع الثورة في هذا البلد منتصف مارس 2011. وكانت الدول الغربية التي تقدّمت بالمشروع تسعى إلى تضمين مشروع القرار بشأن سوريا إشارة إلى الفصل السابع الذي يتيح لها تهديد دمشق إمّا بالقوة العسكرية وإمّا بالعقوبات، الأمر الذي كانت روسيا تعارضه. وقال دبلوماسيون إن المشروع المتفق عليه يسمح لمجلس الأمن بإقرار عقوبات على نظام الأسد في حال عدم التزامه بالتخلص من مخزونه الكيميائي. وقبل ساعات من الإعلان عن الاتّفاق اتّفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الصيني وانغ يي على ضرورة التوصل لقرار ملزم وسريع بشأن إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، وفقا لمسؤول أمريكي كبير. ويأتي توصّل القوى الكبرى إلى اتّفاق على مشروع قرار بشأن التخلّص من مخزون سوريا الكيميائي بعد عودة مفتشي الأمم المتّحدة إلى دمشق للتحقيق في هجمات كيميائية محتملة سبقت الهجوم الذي استهدف الشهر الماضي غوطة دمشق وأوقع أكثر من 1400 قتيل. وأكّد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الرّوسي أن موسكو ستكون جاهزة للمشاركة في حماية مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا حين يبدأ التنفيذ الفعلي لعملية تدميرها. وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد مجددا التزام نظامه بتدمير الأسلحة الكيميائية، وقال إنه لا يستبعد تدخّلا عسكريا أمريكيا في بلاده، رغم المناقشات الجارية في مجلس الأمن بشأن تفكيك هذه الأسلحة. وأضاف الأسد في مقابلة مع شبكة تيليسور الفنزويلية أن إمكانية الإشارة في مشروع القرار الأممي للفصل السابع إذا انتهكت بلاده القرار لا تقلق سوريا. الدولة الإسلامية تمهل لواء عاصفة الشمال لتسليم أسلحتهم ميدانيا، أصدرت (الدولة الإسلامية في العراق والشام) بيانا دعت فيه مقاتلي لواء عاصفة الشمال إلى تسليم أسلحتهم (والتوبة) ومنحتهم قدرها 48 ساعة بدأت مساء الخميس حتى مساء السبت. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن البيان جاء فيه: (إن دولة الإسلام بجنودها وأمراءها تفتح صدورها لكل من جاءها تائباً مسلماً سلاحه ينوي الجلوس في بيته من دون ضرر ولا ضرار، فإن هدايته خير لنا من حمر النعم وإن حقن دمه أحب لنفسنا من إراقته)، وأضاف (على هذا الأساس، فإن الدولة الإسلامية في العراق والشام تمهل أصحاب العقول الرشيدة من عاصفة الشمال مهلة مدّتها 48 ساعة ابتداء من مساء أمس الخميس حتى مساء السبت المقبل كآخر أجل لتسليم السلاح وإظهار حسن النوايا). من جانبه، أصدر لواء عاصفة الشمال بياناً دعا فيه مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى التوبة وإلى ما أسموه ب (الانعزال عن الفرقة الضالة الباغية) ويقصد بها الدولة الإسلامية في العراق والشام. وذكر لواء عاصفة الشمال في بيانه أن (الدولة الإسلامية في العراق والشام تركت قتال الكافرين في نبل والزهراء وجبهات حلب الأخرى وهاجمت المجاهدين في إعزاز وجبهة النصرة في الحسكة وحركة أحرار الشام في إدلب وفي مناطق أخرى).