أضحى معبر (رفح) البري الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي رهينة لخلافات تفاقمت بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) التي تقود الحكومة المقالة، وأضحت فكرة الشراكة في إدارته ضرباً من الخيال. وكانت حماس أعلنت استعدادها أكثر من مرة لإدارة مشتركة في معبر (رفح) مع حرس الرئاسة التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية لإنهاء المعاناة التي ترتبت على إغلاقه لأيام معدودة من قبل السلطات المصرية. غير أن فتح -التي يقول مراقبون- إنها تستغل الأوضاع في مصر والكراهية المتزايدة لحماس لدى سلطاتها لفرض شروطها على الحكومة المقالة، ترفض فكرة الشراكة وتقول إن حماس (تريد واجهة فقط وليس شراكة). وفي هذا السياق، يقول القيادي بحركة فتح يحيى رباح (إنهم -حماس- لا يريدون مشاركة حقيقية، إنهم يريدون غطاء وواجهة بدون دور حقيقي للسلطة الفلسطينية على المعبر)، مؤكداً أن الحل لأزمة المعبر (تكمن في عودة السلطة لإدارته). وأوضح رباح أن حركة فتح ليست هي التي ترفض الشراكة (ولكن المنظومة العربية والدولية هي التي ترفض ذلك، فمعروف أن مصر بالإضافة إلى مخاوفها على أمنها القومي مكلفة من العرب بدور تجاه القضية الفلسطينية). وأشار إلى أن مصر لا تستطيع العمل في المعبر إلا بشروط عربية ودولية تفرضها اتفاقيات الحدود التي لا يمكن أن تتم إلا مع حكومة شرعية وليس مع حركة (انقلابية كحماس)، مشيراً إلى أن تعامل مصر سابقاً مع حماس بحكم وجودها في غزة كان تعاملاً مع أمر واقع فقط. وذكر القيادي بفتح أن العلاقة بين حماس ومصر (تغيرت بعد أن سقط حكم الإخوان المسلمين)، وأن ما يجري الآن هو تعامل مختلف بين هذه السلطات وحماس. على الجانب الآخر أكد القيادي بحركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي، يحيى موسى، أن حركة فتح (شريكة في عقاب الشعب الفلسطيني بغزة وحصاره) بمشاركتها في رفض كل الحلول التي تُنتج شراكة وطنية. وأضاف موسى أن (معبر رفح مغلق بقرار مصري ومن السلطة في رام الله ومن دول خليجية وإسرائيل، وذلك لزيادة التضييق على غزة لأنها لم تستسلم ولم تترك المقاومة وظلت شوكة في حلق إسرائيل والمتعاونين معها). وأشار إلى أن (إغلاق المعبر ورفض الشراكة فيه عملية مقصودة لتكسير رأس قطاع غزة وليصبح نموذجاً آخر)، مؤكداً أن من يرفض إنهاء الإنقسام هو من يرهن قراراته بين أمريكا وإسرائيل، وهي السلطة الفلسطينية.