أغلقت مصر حدودها مع قطاع غزة لوقف تدفق الفلسطينيين عبرها، في وقت أكدت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها للتعاون مع الجانب المصري بشأن السيطرة على المعابر. وقال مسؤولون في حماس وشهود عيان إن مصر أغلقت الثغرة الوحيدة المتبقية من الحدود بأسلاك شائكة وحواجز معدنية، مشيرين إلى أن السلطات المصرية سمحت للفلسطينيين والمصريين المتبقين على جانبي الحدود بالعودة إلى حيث أتوا قبل إغلاق الثغرة. وأكد مسؤولو حماس أن جنودا مصريين سيروا دوريات في المنطقة واتخذوا مواقع لهم في نقاط حراسة على الحدود. وكان نشطاء فلسطينيون فجروا السور الحدودي بين غزة ومصر وفتحوا ثغرات به يوم 23 جانفي الماضي، مما سمح لسكان غزة بالتدفق على مصر لشراء سلع حيوية بعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع. ويأتي الإجراء المصري بعد تأكيد القيادي في حماس محمود الزهار أن الحركة ستقوم بضبط الحدود مع مصر تدريجيا، وستبدأ في إغلاق معبر رفح اعتبارا من أمس الأحد. وقال الزهار بعد محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن إعادة تشغيل المعابر أول أمس السبت إن حماس لن تقبل بسيطرة إسرائيل على معبر رفح، مشيرا إلى أن الحركة اتفقت مع الجانب المصري على إحداث قنوات اتصال على مستوى محلي في المعبر وعلى الحدود، وستقوم بتنفيذه عندما تجتمع الحكومة" المقالة التي يترأسها إسماعيل هنية. وأكد الزهار أن الحركة لن تكون "جزءا من تهديد الأمن القومي لأي بلد عربي وفي مقدمتها مصر مهما توافقنا أو اختلفنا" مع هذا البلد. وفي المقابل قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الثقافية والإعلامية نبيل عمرو إن السلطة الفلسطينية لن تسمح بما وصفه بتصدير أزمة قطاع غزة إلى مصر. وحمل المسؤول الفلسطيني إسرائيل مسؤولية فرض وفك الحصار على القطاع. وكان العبور الرسمي عبر رفح تسيطر عليه السلطة الفلسطينية تحت إشراف مراقبين من الاتحاد الأوروبي وفحص ضباط أمن إسرائيليين للمسافرين عبر دوائر تلفزيونية مغلقة. وأغلقت مصر جانبها من الحدود بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة في جوان الماضي. وتريد حماس استئناف تشغيل المعبر لكن تحت إشرافها من غزة ربما بشكل مشترك مع السلطة. ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه المقترحات، ولقى تأييدا أمريكيا وأوروبيا وعربيا للسيطرة على المعبر بدون حماس، رغم أنه لم يتضح بعد كيف سيفعل ذلك في ظل سيطرة الحركة على القطاع. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي مشارك في برنامج المراقبة إن الاتحاد يدرس فقط إرسال مراقبيه مرة أخرى إلى رفح في إطار ترتيب مع عباس ومصر وإسرائيل. ومن المقرر أن يزور منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مصر أمس لإجراء محادثات بهذا الشأن.