مستشار أبو مرزوق ل "الشروق": يجب الحديث عن وقف العدوان وليس عن شيء آخر" * * مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الثالث، تتجدد الأصوات المطالبة بضرورة نشر قوات دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة لحماية الشعب الفلسطيني. * وفي الندوة الصحفية التي عقدها السبت، في القاهرة أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس على الحاجة الملحة لهذه القوات بحجة حماية الفلسطينيين من العدوان الذي يتعرضون له على يد الاحتلال. * وتثير مسألة القوات الدولية خلافات بين الفلسطينيين، ولكل مبرراته وأسبابه، حيث تؤيد السلطة وجود هذه القوات فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن ليس في الأراضي المصرية المتاخمة لقطاع غزة، حسب قول محمود عباس في ندوته الصحفية، بينما ترفض هذا الأمر فصائل المقاومة وبينها حركة حماس. * وفي اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي"، أوضح القيادي في حركة فتح عزام الأحمد أن ما يحدث في قطاع غزة من مجازر تستوجب المطالبة بنشر قوات دولية لحماية الفلسطينيين، على أن يشمل ذلك الضفة الغربية أيضا، مشيرا إلى أن الموقف المصري يؤيد الطلب الفلسطيني. * واعترف السيد عزام الأحمد بوجود وجهات نظر مختلفة بخصوص هذا المطلب، حيث وبالإضافة إلى رفض حماس له وموافقتها فقط على ضرورة وجود مراقبين دوليين، فإن إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة تعارضان هذه المسألة ويصران على وجود قوة محدودة على الحدود مع مصر بهدف تأمين مصالح إسرائيل، كما قال السيد عزام الأحمد إن السلطة الفلسطينية كانت قد تقدمت بهذا الطلب منذ سنوات وناقشته مع الأوروبيين والأمريكيين.. * وحول ما إذا كانت السلطة تريد قوات دولية على الطريقة اللبنانية، قال عزام الأحمد في اتصاله الهاتفي معنا: "نعم نريد قوات دولية على الطريقة اللبنانية، لكن تكون بديلة للاحتلال الإسرائيلي.." * وفي المقابل أعلن مستشار الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، رفض حركته وبقية فصائل المقاومة وبينها حركة الجهاد الإسلامي وجود قوات دولية في الأراضي المحتلة، وفي المعابر في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أن طرح هذا الأمر سابق لأوانه في الوقت الراهن في ظل العدوان والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة، حيث يفترض أن تكون الأولوية لوقف هذا العدوان فورا. * وأعلنت عشرة فصائل فلسطينية بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي اثر اجتماع لقادتها في دمشق السبت رفضها "وجود أي قوات أو مراقبين دوليين في القطاع وأي ترتيبات أمنية تمس المقاومة". * ويرى السيد أسامة أبو خالد أن التجربة تثبت أن القوات الدولية لن تكون في صالح الفلسطينيين، بدليل أن وجود مثل هذه القوات في الخليل لم تردع الاحتلال ومستوطنيه في استمرار عدوانهم ضد الفلسطينيين في هذه المنطقة، كما قال بعض قياديي حماس إن أي قوات دولية تدخل القطاع سيتم التعامل معها على أنها قوات معادية. * ويؤكد مستشار الدكتور أبو مرزوق أن الهدف من وراء المطالبة بنشر قوات دولية في الأراضي المحتلة وبينها غزة هو من أجل تكبيل المقاومة التي هي حق مشروع ومحاولة منعها بكل الطرق، مبرزا أن حركة حماس تعارض كذلك نشر قوات دولية على معبر رفح على الحدود مع مصر، لكنها لا تمانع في وجود مراقبين أوروبيين في المعبر. وكانت حماس قد طرحت على المصريين مبادرة في هذا الصدد، لكنها لم تتلق أي رد، حسب ما يقول مسؤول حركة حماس في اتصاله الهاتفي مع "الشروق". * وتجدر الإشارة إلى أن مصر من جانبها، ترفض نشر قوات دولية على حدودها مع غزة مثلما تطالب بذلك اسرائيل وتطالب القيادة المصرية بأن يزودها الغرب بمساعدة فنية أكبر من أجل السيطرة على الحدود مع غزة.