*إجماع على استقرار أسعار المواشي في هذه الآونة * بدأت بوادر عيد الأضحى المبارك تخيم على ميزانية الأسر خلال هذا الأسبوع على نحو أقل من أسبوعين تفصلنا عن المناسبة السعيدة، التي حولها المضاربون بأسعار المواشي إلى مناسبة تعيسة أضحت ترعب البعض بعد وقوفهم مكتوفي الأيدي بين نار الأسعار واستعداد الموالين للتكشير عن أنيابهم في كل موسم من أجل امتصاص دماء المغلوبين على أمرهم وتصعيب تأدية السنة المؤكدة بسبب الارتفاع الذي تشهده أسعار المواشي في هذه السنة، ضف إلى ذلك طلبات وشروط أطفالهم المكثفة التي تتمحور حول الكبش الجيد الممتلئ ذي القرون الملتوية والصوف المكثفة. نسيمة خباجة يقف أرباب الأسر في هذه الآونة في وضع لا يحسدون عليه مع توالي المناسبات والأعياد التي تجعل الأسر البسيطة تندب حظها بسبب عجزها عن توفير متطلبات أفرادها، وعيد الأضحى كغيره من المناسبات يفرض على أرباب الأسر تحضير ميزانية ضخمة لتغطية تكاليف أضحية العيد المبارك الذي هو على بعد أيام قلائل، خصوصا أن معاني العيد أضحت لدى الكثير من الأسر تتلخص في التباهي والبروز بأقوى وأحسن كبش على مستوى الحي مهما علا سعره، فالمهم هو خطفه للأنظار حيث تلاشت المعاني السامية لعيد الأضحى المبارك في الكثير من الأسر وصار التسابق على النحر بغرض التباهي وإدخال الكبش ذي القرون الملتوية في مبارزات حامية نهى عنها الشرع لما فيها من أذية للبهائم وربما تعرضها إلى الموت أو الكسر فلا يجوز إيذائها وتقديمها كهدية لله سبحانه وتعالى على تلك الصورة وتهديم أهداف السنة المؤكدة لأجل أمور تافهة لا معنى ولا غاية لها. وعلى العموم، راحت بعض العائلات إلى التعجيل في عملية شراء كبش العيد خوفا من ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة التي تسبق العيد المبارك ورأت أن تأخذ متسعا من الوقت لانتقاء كبش ملائم وبسعر مغر، حيث يجمع الكل على أن الأسعار في هذه الفترة هي معقولة نوعا ما، حيث تراوحت بين 35 ألف د ينار (ثلاثة ملايين ونصف) وبين 48 ألف دينار أي أربعة ملايين سنتيم فما فوق مما أدى ببعض العائلات إلى التعجيل في اقتناء الكبش، واستسهلت ظروف مكوث الكبش بشققها حتى على مستوى العمارات التي لا تتوافق ظروفها مع المكوث المطول للكبش، إلا أن عامل التخوف من الغلاء كان أقوى وحتّم على العائلات جلب الكبش بفترة مبكرة خوفا من تضييع الفرصة.فيما رأت عائلات أخرى إبعاد فكرة الجلب المبكر لكبش العيد حتى ولو كلفها الأمر إضافة مبالغ من المال في الفترات الأخيرة، لاسيما أن المواضع التي تقيم فيها لا تتلاءم مع شراء كبش العيد ومكوثه مطولا بالشقق في ظل انعدام أماكن مخصصة لوضع الكباش على مستوى الأحياء بالبلديات التي لم تأخذ على عاتقها ذلك الجانب وراهنت باتساخ الأحياء والعمارات التي تتحول إلى اصطبلات خلال فترة العيد بدل تخصيص مساحات لوضع الكباش. ومن جهة أخرى، تترصد عائلات أخرى نزول أسعار الكباش في الفترات الأخيرة التي تسبق العيد وحسب منظورها أن الأسعار الملتهبة هي مرشحة للانخفاض قبيل العيد على عكس ما أثبتته التجارب في السنوات الماضية التي ارتفعت فيها الأسعار أكثر كلما قرب العيد، حتى هناك من فاتته الفرصة ولم يظفر بكبش بعد عودة الموالين إلى ولاياتهم الداخلية. حيث يحتار المواطنون في هذه الآونة ويرعبهم كثيرا تداول أخبار عن التهاب المواشي مما خلق لهم نوعا من التردد وهناك من يعزف عن اقتناء الأضحية هذا العام بسبب حمى الغلاء التي أحبطت معنويات الكل وأرغمتهم على إلغاء فكرة النحر تماما، فيما تؤكد عائلات انتهت من مهمة اقتناء كباش العيد أن الأسعار هي ملائمة جدا خصوصا بالولايات الداخلية التي تشهد أسعار مواشيها مستوى معقول، وتمنى الكل بقاء الأسعار على حالها وعدم رفعها لتمكين الأسر البسيطة من أداء السنة المؤكدة التي تحولت إلى عادة اجتماعية ملزمة مقرونة بأبعادها الروحانية السامية.