إنتشرت قوات أمنية متعدّدة مدعومة بالمصفحات العسكرية بمدينة عدن اليمنية منذ مساء أول أمس، تحسبا لدعوة الحراك الجنوبي للاحتفال بذكرى (ثورة أكتوبر) في جنوب البلاد، في الوقت الذي أدى فيه تفجير استهدف موكبا للحراك بمحافظة لحج إلى مقتل منفذ العملية وإصابة ثلاثة بجروح. وقال القيادي في الحراك الجنوبي يحيى غالب الشعيبي، إن وحدات عسكرية مدعومة بالمصفحات توزّعت في عدد من شوارع المدينة وفي مداخلها ومخارجها وبالقرب من ساحة العروض بحي خور مكسر التي تشهد فعالية ذكرى مليونية ثورة أكتوبر. وأشار الشعيبي إلى أن (إحياء الذكرى الخمسين لثورة أكتوبر، له وقع نفسي لدى شعب الجنوب من خلال الزحف إلى عدن من عموم الجنوب لإحياء هذه المناسبة) التي دعا إليها الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض. وقال الشعيبي في التصريح ذاته إن الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007 حرص على إحياء مناسبات الجنوب التاريخية وفي مقدمتها مناسبة ثورة 14 أكتوبر، (كردّ اعتبار للتاريخ الجنوبي الذي أراد نظام صنعاء طمسه وتزييفه)، حسب قوله. وكان اليمن قد توحّد سلميا يوم 22 ماي 1990 ووقّع اتّفاقية الوحدة عن الشمال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وعن الجنوب رئيسها السابق البيض. واعتبر الشعيبي أن الحراك الجنوبي يواجه مصاعب أهمها مخرجات الحوار اليمني الذي (رفضه شعب الجنوب بوعي وإدراك)، لافتا إلى أن النتائج السلبية وفشل الحوار كانا أمرا متوقعا وطبيعيا. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد توقّع في افتتاح الجلسات الختامية للحوار الوطني أن يتم خلال أيام التوصل إلى حل للمسألة الخلافية الرئيسية المتبقية وهي عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المقبلة، واصفا الجنوبيين الرافضين للتوافق في الحوار على استمرار الوحدة بأنهم (خارج التاريخ). وعقب هذه الخلافات، دعت فصائل الحراك الجنوبي غير المشاركة في الحوار والتي ما زالت تتمسّك بمطلب الإنفصال الكامل عن الشمال، إلى التظاهر في عدن للتأكيد على رفض ما توصل إليه الحوار الوطني. والخلاف الأساسي يتمثل في عدد الأقاليم في الدولة الفدرالية التي يفترض قيامها في اليمن، إذ يتمسك الجنوبيون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالية والجنوبية السابقتين، في حين يريد الشماليون دولة من خمسة أقاليم أو أكثر للتأكيد على (الوحدة) التي تحققت عام 1990. وفي ظل هذه التطورات أدى تفجير -يُعتقد أنه نُفذ من قبل أحد عناصر تنظيم القاعدة- واستهدف موكب سيارات تابعا للحراك الجنوبي بمحافظة لحج جنوب اليمن، إلى مقتل منفذ العملية وإصابة ثلاثة يمنيين بجروح على الأقل. في غضون ذلك، قُتل ضابط من الجيش بالرصاص في حضرموت (جنوب شرق) التي ينشط فيها تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أمني إن مسلحين مجهولين قتلوا بالرصاص ضابط أمن في محافظة حضرموت، وأضاف أن الهجوم جاء بعد يوم من مقتل ضابط مخابرات على أيدي مسلحين في المكلا عاصمة المحافظة. من جانبه، أشاد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في حفظ أمن واستقرار اليمن رغم الظروف والصعوبات التي تمر بها المرحلة، مؤكدا أن تقارب وجهات نظر القوى السياسية اليمنية سوف يسهم إلى حد كبير في استقرار الوضع الأمني في اليمن. جاء ذلك خلال لقاء وزير الداخلية اليمنى عبد القادر قحطان مع جمال بن عمر الذي أشاد ب(الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف اليمنية وصولا إلى رؤى متوافقة تخدم أمن واستقرار وسكينة المجتمع). كما حيّا المبعوث الأممي بالخطوات التي قطعتها وزارة الداخلية في مجال إعادة تنظيم وهيكلة أجهزة الوزارة.