أمراض خطيرة وروائح كريهة تنبعث من أجسام المدمنين على التبغ، خاصة ما يعرف لدينا ب (الشمة)، فهذه المادة التي تعرف انتشارا كبيرا بين الجزائريين، رغم خطوتها الكبيرة على الصحة إلا أنها تواصل اجتياحها لأجسامهم وتحوّلت مع الوقت إلى إدمان، وجاءت (الشمة الإسلامية) من أجل تعويضها بنتائج أقل ضررا على الصحة.. سمراء بوعلام الله تنتشر بين أوساط المواطنين وخاصة منهم الشباب ظواهر عديدة منها اعتمادهم على عادات سيئة بالرغم من خطورتها على صحتهم إلا أننا نجد الأغلبية منهم يتعمدون تناولها، ومنها نجد إقبال كبير للتبغ (الشمة) التي وجدت هي الأخرى مكانتها في أوساط الشباب، حيث تعرف على أنها منتوج تقليدي محلي يطلق عليه هذا اللفظ حيث لقي رواجا هائلا في الجزائر. حيث ذهب التجار في الوقت الحالي إلى نشر مفهوم جديد من خلال استبدال مفهوم (الشمة التقليدية) بما أصبح يعرف ب(الشمة الإسلامية) ولم يتوقف الأمر عند هذا الاسم فقط بل صاحبوها بشعار خاص وهو (أن لزوجتك أن تشم في فمك رائحة طيبة). حيث يستعمل الكثير من المواطنين هذا النوع من أنواع التبغ من خلال وضع كمية منه في الفم تحت الشارب، متجاهلين الأخطار الكبيرة التي تسببها جراء الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى هلاك صاحبها، بالرغم من فتاوى العلماء التي ذهبت إلى تحريمها بسبب الأضرار الصحية، وأمام هذا وذاك نجد أن البعض وجد حلولا أخرى من خلال قيام عدد من المتدينين مؤخرا، ممن يشتغلون في (طب الأعشاب) بابتكار نوع آخر وإطلاق اسم جديد عليه، حيث عرف باسم (الشمة الإسلامية)، وقدموها على أنّها خلطة تتكون من نبتات طيبة تساعد في الإقلاع عن استعمال(الشمة التقليدية)، وتتكون هذه الخلطة من عشبة الزنجبيل، التي هي دواء فعال لمجموعة من الأمراض وأضيف إليها مستخلصات من النعناع وزيت النعناع، إلى جانب عود الآراك والزيزفون والينسون النجمي وخلاصة النعناع. حسب ما جاء في الورقة التعريفية لهذا النوع على أنها (بنكهة البركة) بحسب ما هو مكتوب على ظهر علبها وأكياسها، وهي مفيدة حسب ما أفادنا به (محمد.ن) صاحب محل للأعشاب المتواجد بمنطقة الرويبة على أن هذا النوع من التبغ فعال جدا للإقلاع عن الدخان والشمة العادية، وينصح مستهلكي هذه التقليعة الجديدة ببلع الريق خلافا للشمة الأخرى، سيما وأنها، بحسب مروجيها، تطيب رائحة الفم بصفة دائمة، وتقوّي اللثة، وتساعد في الإقلاع عن الشمة والدخان، ولا تختلف طريقة استعمالها عن شقيقتها الشمة الأخرى. وتختلف أسعارها من منطقة إلى أخرى، وتتراوح بين أقل من 60 دج إلى ما يزيد عن 120 دج، استنادا إلى معدلات جودتها، كما أفادنا (خالد) البالغ من العمر 40 سنة بائع بإحدى المحلات هو الآخر من خلال قوله: (منافع الشمة الإسلامية لا تعدّ ولا تحصى، فهي مثلما قال تقوي البصر وتعين على التركيز وهي أيضا من المقويات لأصحاب الضعف الجنسي، كما أنّ بعضا من (السلفيين) يبتاعونها من عنده ويستهلكونها، خاصة الملتزمين الجدد لتساعدهم في الإقلاع عن التدخين والشمة المتداولة). وقد لقي هذا النوع رواجا عند مستعمليها بالرغم من اختلاف وجهات النظر خاصة بين السلفيين لأن من اخترعها (أخ سلفي) لذا نجدها تنتشر بكثرة لدى محلات السلفيين، يحدث هذا في وقت كثر التساؤل في الشارع الجزائري عن الحكم الشرعي ل(الشمة الإسلامية)، حيث أفتى الشيخ العلامة أحمد النجمي، بجوازها لكنه لم يفصل نهائيا في المسألة، بالمقابل جزم دعاة آخرون في الجزائر مثل الشيخ محمد الفيفي وآخرون بجواز الأمر. على طرف نقيض، يتحفظ آخرون إزاء ما يسمونه (استغلال الدين للتكسب المادي). كما أردنا أن نأخذ رأي النساء في الموضوع ووجهة نظرهن في هذا النوع من التبغ، حيث اجتمعت معظم آرائهن في نبذ مستعملي هذا النوع (الشمة) بكل أنواعها سواء كانت تقليدية أو هذه الأخيرة التي تعرف باسم (الشمة الإسلامية).