يروّج عدد من باعة الأعشاب في ''الرغاية'' و''الحميز'' و''الأربعاء'' و''بومعطي'' وغيرها من الأسواق، خلطة يزعمون أنها تساعد في التخلص من الإدمان على ''الشمة'' كونها تتكون من ''نباتات طيبة'' تطهر الفم، إضافة إلى عشبة الزنجبيل ومستخلصات من النعناع و''عود الآراك'' و''الزيزفون''. ويطلق هؤلاء الباعة على هذا ''الاختراع'' اسم ''الشمة الإسلامية''. وتشير الملصقة التعريفية بهذه ''الشمة''، إلى أنها ''نكهة البركة''، غير أن ما يثير الاستغراب في هذا المنتوج هو أنه لا يحمل أي علامة تدل على صاحبها وعنوانه أو الجهة المنتجة له، وذلك في الوقت الذي تلقى فيه رواجا كبيرا بين أوساط ''السلفيين'' الذي أقلعوا حديثا عن تناول التبغ. ويعترف بعض ''العشابين'' الذين يروجون ''الشمة الإسلامية'' أن مصدرها، تجار وموزعو التبغ بمختلف أنواعه، وذلك رغبة منهم في ضمان أسواق وزبائن جدد لسلعهم. ولتحقيق هذا الأمر بادروا بإضفاء طابع ''الشرع'' و''المباح'' على ''الشمة'' التقليدية فأطلقوا نسخة جديدة بمواصفات ''إسلامية'' خصوصا أن هذه المادة تشهد استهلاكا واسعا بين الجزائريين وتلقى نفس الإقبال الذي يحظى به ''القات'' في اليمن. وفي هذا الإطار، تشير إحصائية رسمية قامت بها الشركة الوطنية للتبغ والكبريت إلى أن الجزائريين يستهلكون ما يفوق 500 مليون كيس ''شمة'' في العام، بقيمة تفوق 22 مليار دينار. وتتعرض هذه المادة هي الأخرى إلى ''القرصنة'' كونها تشهد استهلاكا واسعا، حيث يقوم البعض بتقليدها سواء في البيوت أو في ورشات سرية، ويتم وضعها في أكياس بلاستيكية صغيرة مما جعل السوق تعج بعلامات جديدة من ''الشمة'' تنتج في أماكن مختلفة وتسوق بطريقة عادية وبصفة غير قانونية، أسالت لعاب الدجالين الجدد!