تنتشر بين أوساط المواطنين وخاصة منهم الشباب ظواهر عديدة منها اعتمادهم على عادات سيئة بالرغم من خطورتها على صحتهم إلا أننا نجد الأغلبية منهم يتعمدون تناولها ومنها نجد إقبالا كبيرا للتبغ (الشمة) التي وجدت هي الأخرى مكانتها في أوساط الشباب، حيث تعرف على أنها منتوج تقليدي محلي يطلق عليه هذا اللفظ، حيث لقي رواجا هائلا في الجزائر. وذهب التجار في الوقت الحالي إلى نشر مفهوم جديد من خلال استبدال مفهوم (الشمة التقليدية) بما أصبح معروفا ب(الشمة الإسلامية) ولم يتوقف الأمر عند هذا الاسم فقط بل صاحبوها بشعار خاص وهو (آن لزوجتك أن تشم في فمك رائحة طيبة). حيث يستعمل الكثير من المواطنين هذا النوع من أنواع التبغ من خلال وضع كمية منه في الفم تحت الشارب متجاهلين الأخطار الكبيرة التي تسببها جراء الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى هلاك صاحبها، بالرغم من فتاوى العلماء التي ذهبت إلى تحريمها بسبب الأضرار الصحية، وأمام هذا وذاك نجد أن البعض وجد حلولا أخرى من خلال قيام عدد من المتدينين مؤخرا، ممن يشتغلون في (طب الأعشاب) بابتكار نوع آخر وإطلاق اسم جديد عليه، حيث عرف باسم (الشمة الإسلامية)، وقدموها على أنّها خلطة تتكون من نباتات طيبة تساعد في الإقلاع عن استعمال (الشمة التقليدية)، وتتكون هذه الخلطة من عشبة الزنجبيل، التي هي دواء فعال لمجموعة من الأمراض وأضيف إليها مستخلصات من النعناع وزيت النعناع، إلى جانب عود الآراك، والزيزفون والينسون النجمي وخلاصة النعناع. حسب ما جاء في الورقة التعريفية لهذا النوع على أنها بنكهة البركة بحسب ما هو مكتوب على ظهر عُلبها وأكياسها، وهي مفيدة حسب ما أفادنا به (محمد. ن) صاحب محل للأعشاب متواجد بالرويبة على أن هذا النوع من التبغ فعال جدا للإقلاع عن الدخان والشمة العادية، وينصح مستهلكو هذه التقليعة الجديدة ببلع الريق خلافا للشمة الأخرى، لاسيما وأنها، بحسب مروجيها، تطيّب رائحة الفم بصفة دائمة، وتقوّي اللثة، وتساعد في الإقلاع عن الشمة والدخان، ولا تختلف طريقة استعمالها عن شقيقتها الشمة الأخرى. وتختلف أسعارها من منطقة إلى أخرى، وتتراوح بين أقل من 60 دج إلى ما يزيد عن 120 دج، استنادا إلى معدلات جودتها، كما أفادنا (خالد) البالغ من العمر 40 سنة بائع بأحد المحلات من خلال قوله: (منافع الشمة الإسلامية لا تعدّ ولا تحصى، فهي مثلما قال تقوي البصر وتعين على التركيز وهي أيضا من المقويات لأصحاب الضعف الجنسي، كما أنّ بعضا من (السلفيين9 يبتاعونها من عنده ويستهلكونها، خاصة حديثي العهد بالالتزام لتساعدهم في الإقلاع عن التدخين والشمة المتداولة). وقد لقي هذا النوع رواجا عند مستعمليها بالرغم من اختلاف وجهات النظر خاصة بين السلفيين لأن من اخترعها (أخ سلفي) لذا نجدها تنتشر بكثرة لدى محلات السلفيين، يحدث هذا في وقت كثر التساؤل في الشارع الجزائري عن الحكم الشرعي ل(الشمة الإسلامية)، حيث أفتى الشيخ أحمد النجمي، بجوازها لكنه لم يفصل نهائيا في المسألة، كما جزم دعاة آخرون في الجزائر مثل الشيخ محمد الفيفي وآخرون بجواز الأمر. على طرف نقيض، يتحفظ آخرون إزاء ما يسمونه (استغلال الدين للتكسب المادي). كما أردنا أن نأخذ رأي النساء في الموضوع ووجهة نظرهن في هذا النوع من التبغ، حيث اجتمعت معظم آرائهن في نبذ مستعملي هذا النوع من (الشمة) بكل أنواعها سواء كانت تقليدية أو هذه الأخيرة التي تعرف باسم (الشمة الإسلامية).