أطلقت أمس الجمعة محافظة مهرجان القراءة في احتفال بالمسيلة الطبعة الثالثة من المهرجان تحت شعار (اليوم طفل قارئ.. وغدا رجل مبدع)، والذي يصبو إلى تقريب الكتاب من الطفل وخلق علاقة حميمة بينهما، من خلال فعاليات هذه التظاهرة التي تحتضنها ولاية المسيلة إلى غاية ال15 من نوفمبر. ويهدف القائمون على المهرجان إلى تحفيز فعل القراءة بين مختلف الفئات العمرية وخاصة منها الأطفال، ويتزامن انطلاق الطبعة الثالثة وفي ثوبها الجديد الذكرى 59 لاندلاع الثورة التحريرية. ويساهم المهرجان في غرس ثقافة المطالعة التي باتت غائبة عن المجتمع الجزائري، بسبب طغيان البرامج الاستهلاكية والحياة الحديثة التي ترتكز على وسائل الاتصال العصرية مثل الفايسبوك، الأنترنيت، والبرامج التلفزيونية، إلى جانب التكنولوجيات الحديثة التي ساهمت بشكل كبير في عزوف الأطفال عن المقروئية، وكذا إرساء تقاليد خاصة بتقديم عروض موجهة ومخصصة للطفل، تساهم بشكل كبير وفعال في ترسيخ ثقافة القراءة في احتفالية عائلية واجتماعية تجمع بين أفراد العائلة والمجتمع. وخصصت مديرية الثقافة لولاية المسيلة، برنامجا موازيا من خلال حقيبة المهرجان التي ستجوب بلديات الولاية، وتحتوي المكتبة المتنقلة على أعداد كبيرة ومتنوعة من العناوين لمختلف الفئات العمرية وهذا من أجل تشجيع القراءة والمطالعة، وتحبيب الأطفال في اقتناء الكتب، وتواصل حقيبة المهرجان زيارتها لمناطق عديدة طيلة أيام فعاليات المهرجان، إضافة إلى النشاطات المبرمجة على غرار العروض المسرحية، ألعاب الخفة، والنشاطات الترفيهية لتعاونيات من داخل ولاية المسيلة وخارجها التي تساهم في توعية الأطفال ونشر ثقافة التعاون والحث على القراءة والمطالعة. ومن المنتظر أن تشهد التظاهرة مشاركة الفرق الكشفية، البهلوانيين، فرق المسرح، ومنشطي الأطفال، ممزوجة ببرامج مختلفة للأطفال من معرض للكتاب، وورشة للمطالعة، الكتابة، الرسم، تقنيات صناعة الكتاب والعرائس، حكواتي الأطفال، بالإضافة إلى نشاطات فكاهية وبهلوانية، ألعاب الخفة، عروض مسرحية وعرائس القراقوز. كما سيتم استحداث مسابقات فكرية وتعليمية خاصة بالأطفال، وذلك على مستوى كل المؤسسات الثقافية والإذاعة المحلية. وتصب أنشطة المشاركين كلها في تبسيط التاريخ الوطني للأطفال، في محاولة تعريفهم بكفاح أبطال الثورة التحريرية واستعادتهم للاستقلال أملا في إنشاء جيل يفتخر بمقوماته الوطنية، تحتضنها كل من المكتبة المركزية، دار الثقافة قنفود الحملاوي، وجل بلديات الولاية. وتجدر الإشارة إلى أن مديرية الثقافة لولاية المسيلة وفرت جميع الوسائل المتاحة لإنجاح مثل هذه التظاهرات خاصة من جانب الكتب والمكتبات، والصالونات المتخصصة، كصالون الكتاب، الخط العربي، وورشات الرسم الخاصة والموجهة بالأساس إلى فئة الأطفال لاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف إشراكهم في جميع الأنشطة والمسابقات المنظمة على مدار 15 يوما. وسيكون المهرجان أيضا فرصة للعاملين بالحقل الثقافي المحلي، ولاسيما الموظفين في المكتبات العمومية لأداء مهامهم المكتبية والتكفل بانشغالات الطفل في مجال التعامل واستغلال الكتاب وتحبيب المطالعة لدى فئة الأطفال لتحقيق الغايات والأهداف الكبرى الذي وجد من أجلها المهرجان، وذلك من خلال تنظيم ورشات تكوين للإطارات العاملة بالمكتبات العمومية، وستتوج فعاليات التظاهرة بإصدار مجلة خاصة بالمهرجان يشرف عليها مجموعة من أقطاب الإعلام المحلي بالولاية.