يعيش سكان حي بن طلحة ببلدية براقي، وضعية مزرية منذ عقود طويلة، حيث عانوا خلال العشرية السوداء الويلات والآن يتكبدون معاناة انعدام الشروط الضرورية للعيش الكريم والحياة البدائية التي نغصت عليهم طعم الراحة ونعيم الحياة كباقي المواطنين الجزائريين. ورغم النداءات المتكررة للسلطات المحلية في العديد من المرات، إلا أنه لا شيء تغير. أعرب السكان عن غضبهم الشديد من الوضعية الصعبة والمأساوية التي يعانون منها منذ عقود، حيث يعرف الحي غياب أبسط الضروريات والمرافق الهامة التي من شأنها أن تفك عنه العزلة والتهميش بدءا من غياب المياه الصالحة للشربو فهم يلجؤون إلى جمع اشتراكات السكان من اجل شراء صهاريج الماء وآخرون مجبرون على قطع مسافات على الأقدام من اجل جلب قطرة ماء الأمر الذي زاد من تفاقم وضعهم سوءا، ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل النفايات التي صنعت من المنطقة ديكورا حوّل الحي إلى شبه مفرغة عمومية نتيجة تكدس أكياس النفايات والقمامة حتى المنزلية منها، مما انجر عنه جلب مختلف الحشرات الضارة والحيوانات الضالة من كلاب وقطط، رغم الشكاوي المقدمة للمصالح المحلية للنظر في المشكل، في ظل غياب عمال النظافة الذين من المفروض يقومون برفع النفايات المتراكمة والمنتشرة في الحي، إلا أن كل الشكاوي بقيت حبيسة الأدراج بسبب تجاهل المسؤولين ولامبالاتهم بالحي الذي يعد من بين الأحياء المنسية لدى مصالحها، ويعود هذا التهميش والإقصاء منذ الثمانينات، وفي ذات السياق أبدى هؤلاء تخوفهم من كارثة صحية عمومية بسبب هذا المشكل الذي بات خطرا يحدق بأطفالهم خاصة ويهددهم بانتشار مختلف الأمراض جراء انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة على غرار الناموس والبعوض. كما يعاني سكان الحي من مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو التدهور العام للطرقات والأزقة التي وصلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء والحفر البالغة، خاصة وأنها لم تعرف أي تزفيت منذ سنوات مما يعرقل عملية السير فيها، بسبب الحفر والمطبات، سيما في فصل الشتاء وتحول الحفر إلى برك مائية والأتربة إلى أوحال يستحيل حتى على الراجلين السير فيها، أما عن أصحاب المركبات فحدث ولاحرج، حيث أصيب معظمها بأعطاب على حد تعبيرهم، ومازاد من معاناة هؤلاء أيضا غياب المرافق الصحية الذي أرّق السكان ونغص عليهم حياتهم، خاصة وأن حيهم يتضمن سوى على مستوصف لا يغطي كل المتطلبات الصحية جراء غياب المعدات والمستلزمات الطبية اللازمة خصوصا الحالات المستعجلة مما يضطرون إلى قطع مسافات طويلة إلى غاية وسط بلدية براقي لتلقي العلاج الضروري، والأكثر فئة تضررا من هذا النقص هم كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وأمام جملة النقائص يناشد سكان بن طلحة ببلدية براقي السلطات المحلية بالتدخل العاجل من اجل إدراج المنطقة بمشاريع تنموية على غرار تهيئة الطرقات وتوفير مركز صحي وتجسيد المرافق العمومية والترفيهية والرياضية التي من شأنها ترفع الغبن عنهم وتفك عنهم العزلة والتهميش المفروضة عليهم منذ سنوات طويلة الأمد.