طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة بحق إيران، وذلك سويعات قبل انطلاق جولة جديدة من المحادثات أمس بينها وبين مجموعة الدول الست في جنيف بشأن برنامجها النووي. قال أوباما إنه لا يعلم إذا ما كانت المفاوضات بين مجموعة (5+1) [الولايات المتّحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا] وطهران ستتوّج باتّفاق خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، لكنه أضاف أنه سيبقي على كل الخيارات لمنع الإيرانيين من الحصول على أسلحة نووية. وشدّد الرئيس الأمريكي على أن أي تعليق للعقوبات الدولية في أي اتفاق محتمل سيكون محدودا، مؤكدا أن العقوبات النفطية والمصرفية -والتي وصفها بأن لها تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني- ستبقى قائمة، في محاولة فيما يبدو إلى طمأنة الحليف الإسرائيلي وأعضاء الكونغرس المعارضين لأي رفع للعقوبات حتى في شكل جزئي. وقال السيناتور الجمهوري بوب كوركر -في ختام اجتماع عقدته أربع لجان معنية بالعقوبات مع الرئيس الأمريكي، هي الخارجية والدفاع والاستخبارات والمصارف- إن أوباما طلب منهم بعض الوقت، مضيفا أن العديد من الأعضاء لا يزالون (غير راضين على الإطلاق). وكان عدد من أعضاء الكونغرس-من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء- أعربوا عن عزمهم فرض عقوبات جديدة على إيران لاقتناعهم أن العقوبات السابقة هي التي دفعت طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وبدوره، طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طريقا محتملا لتجاوز أحد أصعب النقاط الشائكة في المفاوضات، وقال إن بلاده لها الحق في تخصيب اليورانيوم لكنها لا تصرّ الآن على اعتراف الآخرين بهذا الحق. وأضاف الوزير الإيراني -عقب لقائه نظيرته الإيطالية في روما إيما بونينو- أنه ذاهب إلى جنيف وكله تصميم على العودة باتفاق. إلا أنه اعتبر مع ذلك أن إسرائيل تحاول نسف المفاوضات بين إيران والقوى العظمى. من جهة أخرى، جمع نواب إيرانيون توقيعات لمطالبة الحكومة بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 بالمائة. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن النائب الإيرانية فاطمة أليا: (نعتزم الموافقة على مثل هذا الاقتراح في البرلمان، واستنادا إلى هذا تكون الحكومة ملزمة بحماية الحقوق النووية لإيران في المفاوضات المقبلة). وكانت المتحدّثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قالت إن فريق التفاوض الإيراني لن يتجاوز الخطوط الحمر في مفاوضاته مع مجموعة الدول الست في جنيف، معتبرة أن أيّ توافق قد تؤدّي إليه المفاوضات يجب أن يتضمن حق إيران في تخصيب اليورانيوم على أرضها. من ناحيته أجرى، رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني حسن روحاني في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عشرة أعوام. وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أن كاميرون وروحاني اتّفقا على أن تقدما ملحوظا أحرز في المفاوضات الأخيرة في جنيف، ومن المهمّ انتهاز الفرصة التي تمثّلها جولة المفاوضات المقبلة التي بدأت أمس. إسرائيل تسابق الزمن لتعديل اتّفاق محتمل في السياق، ومع استئناف مفاوضات (5+1) بين القوى الغربية وإيرانبجنيف أمس الأربعاء حول ملفها النووي ترجّح مصادر سياسية غير رسمية في إسرائيل أن اتفاقا مرحليا سيوقع، إلاّ أن الحكومة الإسرائيلية التي باتت ترى بالاتّفاق المقترح أمرا واقعا تواصل مساعي اللحظة الأخيرة لتعديله وتقليص تخفيف العقوبات على طهران. غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الروسية موسكو أمس، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصب ضمن مساعيه في احتواء توجه الدول الغربية لعقد اتفاق مع طهران. ويرجّح المعلق السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي ألا تثمر الحملة التي تنفذها إسرائيل الدولية لتعديل مسودة الاتّفاق عن تغيير جذري في شكل الاتّفاق المزمع. وردا على سؤال ينتقد ليفي إقدام إسرائيل على مهاجمة القيادة الأمريكية علانية واستبدال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالفرنسي فرانسوا هولاند مخلصا لها، ويتابع بالقول إن (زيارة هولاند عززت مكانة إسرائيل الدولية لكنها ستكتشف قريبا أن باريس أيضا تبحث عن توقيع اتفاق مع إيران). ويبدو أن هذا ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه أرنس للقول في مقال نشرته هآرتس أوّل أمس الثلاثاء (إن إيران أحرزت نتيجة واحد مقابل صفر بالجولة الأولى من المفاوضات مع الدول العظمى رغم أنها تشارف على الانهيار). ويوافق المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة تل أبيب البروفيسور ألون ليئيل ما ذهب إليه جدعون، ويؤكد أنه لم يعد بمقدور إسرائيل منع توقيع الاتفاقية بين دول (5+1) وإيران. ويوضّح ليئيل الذي عمل في السابق مديرا عاما لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الفرصة تبقى متاحة حتى اللحظة الأخيرة بغية إدخال تعديلات إضافية، ويتابع محذّرا (إذا ما واصلت إسرائيل محاولاتها لمنع توقيع الاتّفاق بهذه المرحلة فهي تعرض علاقاتها مع الولاياتالمتحدة لضربة استراتيجية).