قالت بريطانيا أمس إنها أعادت العلاقات الدبلوماسية مع إيران وعينت قائما بالأعمال غير مقيم بعد عامين من هجوم على السفارة البريطانية في طهران، ويعكس هذا الاعلان تحسنا في العلاقات الايرانية مع الغرب. وأوردت وزارة الخارجية البريطانية إن أجاي شارما وهو حاليا رئيس قسم إيران في الوزارة سيتولى المنصب على الفور. ومن جهتها أوردت وكالة مهر الإيرانية للأنباء إن إيران عينت بدورها قائما بالأعمال لدى بريطانيا لاعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت بعد اقتحام طلبة غاضبين السفارة البريطانية في طهران عام 2011. ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية قولها «عينت الجمهورية الإسلامية محمد حسن حبيب الله قائما بالاعمال لدى بريطانيا وقدمته للجانب البريطاني». ياتي هذا فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، إنه يأمل التوصل الى إتفاق لإنهاء الخلاف بشأن برنامج ايران النووي خلال شهور وإن كانت واشنطن ليست في سباق لإبرام اتفاق. واقتربت ايران والقوى العالمية الست من إبرام اتفاق مبدئي مطلع الأسبوع خلال محادثات في جنيف وقررت استئناف المفاوضات في 20 نوفمبر في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي بدأت منذ عشر سنوات. وفي حين قال كيري في مؤتمر صحفي خلال زيارة للإمارات العربية المتحدة إنه من المتوقع التوصل لاتفاق مع ايران خلال شهور، فإنه حاول طمأنة حلفاء واشنطن العرب واسرائيل بأن بلاده لن تتخلى عنهم. وقال وزير الخارجية الأمريكي إن الرئيس باراك أوباما كان قد قال إنه «سيواصل الدفاع عن أصدقائه وحلفائه في هذه المنطقة ضد أي هجوم خارجي». ومن جهته أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس ان القوى العظمى ومن بينها بلاده «غير بعيدة» عن التوصل إلى إتفاق مع إيران. ويظهر احتمال التوصل إلى اتفاق قريبا بعد قرابة عشر سنوات من المواجهات بين ايران والقوى الغربية التغير في السياسة الخارجية لطهران منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في جوان. وبدأ روحاني خطوات دبلوماسية نحو اتفاق نووي لتخفيف العقوبات التي أعاقت قطاع النفط الإيراني وعزلت البلاد عن النظام المصرفي الدولي. ومن ناحية ثانية، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، انها وقعت مع ايران امس اتفاقا ا بشان التعاون في المستقبل لحسم القضايا النووية العالقة. وستمنح إيران مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق «الزيارة بقيود» لمنجم لليورانيوم ومفاعل للماء الثقيل خلال ثلاثة أشهر في إطار الاتفاق المتوصل إليه والذي يهدف إلى تحسين شفافية البرنامج النووي لطهران. ووقع الاتفاق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في طهران. وبموجب الاتفاق تقدم ايران ايضا معلومات عن مفاعلات بحثية جديدة تخطط لبنائها ومواقع لإقامة محطات للطاقة النووية مستقبلا وكذلك إيضاحات لتصريحات سابقة عن إقامة منشآت إضافية لتخصيب اليورانيوم. وأورد ملحق للاتفاق ست خطوات أولى تنفذها ايران على مدى الاشهر الثلاثة القادمة منها زيارة منجم جاتشين لليورانيوم ومفاعل اراك للماء الثقيل وهو ما طلبته الوكالة الدولية اكثر من مرة. وقال البيان إن ايران ستقدم معلومات عن مفاعلات بحثية مستقبلية ومعلومات تتصل بتحديد 16 موقعا اختيرت لإقامة محطات للطاقة النووية وإيضاحات عما أعلنته سابقا بشأن تكنولوجيا التخصيب بالليزر. استهدفت صادراتها النفطية وهي شريان الحياة لاقتصادها. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي خلال مؤتمر صحفي في طهران مع أمانو «البيان المشترك الذي تم توقيعه اليوم يمثل خارطة طريق تحدد الخطوات الثنائية فيما يتصل بحل القضايا المعلقة».