قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة المدعوة (ج.ح) في الستينات من العمر، بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، فيما اِلتمست النيابة العامّة لدى نفس المحكمة تطبيق القانون في حقّها عن تهمة القتل العمدي لرضيع حديث الولادة، وهي التهمة التي وجّهت لابنها الأكبر وابنتها والدة الرّضيع الضحّية، والذين أدانتهم محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو قبل ثلاث سنوات بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا للأمّ وابنها (م. حنفي) و6 سنوات سجنا نافذا لابنتها والدة الرّضيع المقتول. تفاصيل القضية وحسب ما جاء في جلسة المحاكمة تعود إلى سنة 2009، حين تلقّت مصالح أمن دائرة تيزي راشد بلاغا من طرف زوج المتّهمة ووالد المتّهمين الآخرين مفاده قيام هؤلاء بدفن طفل حديث الولادة في ساحة المنزل الذي تملكه العائلة في الريف، وقام بمرافقة مصالح الأمن إلى ذلك المكان، ليتمّ بعدها استخراج جثّة الرّضيع بإذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة الأربعاء ناث ايراثن. وبعد توقيف المتّهمين اعترفت الفتاة التي كانت في سنتها العشرين بأنها كانت على علاقة غرامية مع شابّ، وفي إحدى المرّات اصطحبها إلى شقّة بالمدينة الجديدة وقضت معه اللّيلة، وفي اليوم الموالي تفاجأت بشقيقها يطرق الباب وقام بإعادتها إلى المنزل بعدما انهال عليها ضربا وعلى مرافقها، وبعد ومدّة اكتشفت أنها حامل لكنها لم تخبر أحدا بذلك، إلاّ أن إحدى جاراتهم اكتشفت الأمر وأخبرت والدتها فقام شقيقها باصطحابها إلى عيادة خاصّة بتيزي وزو وقدّمها على أنها زوجته من أجل إجراء الفحوص لها وتأكّد أنها حامل. وأضافت الفتاة أن والدتها وشقيقها اتّفقا مع إحدى القابلات على إجهاض الجنين، لكن القابلة أخبرت الوالدة بأن موعد الإجهاض قد فات لأن الفتاة في أشهرها الأخيرة من الحمل، واتّفقا على التخلّص منه لدى ولادته. وحين شعرت الفتاة بآلام المخاض تمّ تحويلها إلى العيادة الخاصّة وقامت القابلة بتوليدها وسلّمتهم الرّضيع وعادوا إلى المنزل. وأضافت الفتاة أن ابنها لمّا عادوا إلى المنزل كان حيّا وسمعت القابلة تخبر والدتها بأنه سيموت بعد ساعة لأنها تركت حبله السرّي مفتوحا، ولمّا بلغوا المنزل العائلي بالريف توجّه الشقيق مباشرة إلى حديقة المنزل وقام بدفنه بعد خنقه، حسب أقوال الفتاة، وأخبرتها والدتها بعد ذلك بأن ابنها مات في الطريق لكونه ولادتها كانت مبكّرة. المتّهمة الأمّ ولدى مثولها أمام محكمة الجنايات أوّل أمس بعد طعنها في الحكم الأوّل لدى المحكمة العليا أنكرت تورّطها في قتل الجنين الذي أنجبته ابنتها، حيث تمسّكت بالتصريحات التي أدلت بها خلال التحقيق بكون الضحّية ولد ميّتا وتمّ دفنه من طرف ابنها في حديقة الحي من أجل إخفاء الفضيحة، وعن التصريحات التي أدلت بها ابنتها قالت إنها كانت تحت وقع الصدمة ولم تصدّق أنها فقدت ابنها، لذا أدلت بتلك الوقائع التي لا أساس لها من الصحّة.