كشفت جلسة محاكمة الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين »صالح صويلح« أمام محكمة سيدي أمحمد أمس أن هذا الأخير متهم بالتورط في اختلاس ما يقارب مليار ونصف عن طريق إبرام صفقات مشبوهة مع عدد من وكلاء السيارات مسّت ألف منخرط وتم فيها استغلال الاتفاقيات للتلاعب بميزانية الإتحاد، وكذا مستحقات بطاقات الانخراط التي تتراوح مابين 200 و1000 دينار وتم رفعها على 5 آلاف دينار، ما جعل ممثل الحق العام يطالب بتسليط عقوبة 05 سنوات حبسا نافذا و50 مليون سنتيم غرامة مالية. إحالة الأمين العام للتجار والحرفيين صالح صويلح على محكمة الجنح بجرم اختلاس أموال عمومية وإبرام صفقات مشبوهة والتزوير واستعماله في وثائق رسمية الذي طال شهادة ميلاده جاء بعد الشكوى التي تلقتها وزارة العدل من عدد من المنخرطين مفادها أن صويلح قام بتبديد مال الاتحاد وأنه قام بتزوير تاريخ ميلاده، حيث قدم ثلاث شهادات ميلاد كل واحدة تحمل تاريخ مغاير عن الأول وعليه كلف وزير العدل خبير مالي للتحقيق في الشكوى، حيث توصلت التحريات المعمقة التي أجريت على مستوى الاتحاد إلى وجود خروق وتجاوزات هزت الإتحاد وأحدثت ثغرة مالية في ميزانية الاتحاد قدرت بمليار و491 مليون سنتيم تم صرفها على اتفاقيات مبرمة مع عدد من وكلاء السيارات على غرار شركة هيونداي، وشوفرولي، تفضي بحصول الاتحاد على نسبة واحد بالمائة من ثمن السيارة التي بيعت لأحد أعضائه، حيث استفاد على إثر هذه الاتفاقية قرابة ألف منخرط، وزيادة على نسبة واحد بالمائة التي تستفيد منها الأمانة الوطنية للاتحاد من بيع كل سيارة لأحد المنخرطين تسلم 50 بالمائة من مستحقات إيداع ملف الاستفادة المقدرة بألف دينار، وهي الفواتير التي لم يتمكن الخبير المالي من الاطلاع عليها، حيث لم يتم ضخ هذه الأموال داخل خزينة الاتحاد، ليضيف تقرير الخبرة أنه بناء على عدد المنخرطين في الاتحاد منذ تولي صويلح منصبه وبناء على مستحقات بطاقات الانخراط التي تتراوح مابين 200 و1000 دينار والنسبة التي تتحصل عليها الأمانة المقدرة ب 35 بالمائة، فإن المبلغ المختلس يقارب مليار ونصف سنتيم. غير أن رئيس الإتحاد العام فنّد ما نسب إليه وأكد أنه غير مسؤول عن التقارير المالية التي لم يتولاها المحاسب، مصرحا أنه يقدم تقارير شخصية ومعنوية كل 6 أشهر، ولم يقم بإخفائها أو التلاعب بالتقارير المالية بين سنة 2004 و2008، أما عن الاتفاقيات المبرمة مع وكلاء السيارة كانت فاشلة وأنها كانت مبرمة على أساس استفادة المنخرطين من تخفيض، غير أن الأمور لم تتم بالشكل المتفق عليه، مضيفا أن الاتفاق كان ينص على استفادة الأمانة العامة بنسبة 35 بالمائة والباقي يوجه للأمانات الولائية كما أنكر استفادة منخرطين من أجور غير مستحقة على غرار سكرتيرته »ر.ن« التي انقطعت عن العمل بأمر منه واستفادت من رواتب 11 شهرا. من جهة أخرى، تهجم دفاع الإتحاد على رئيسه السابق مُتهما إياه أنه ترأس الاتحاد بغير وجه حق بعد تصريحه الكاذب بشأن هويته الحقيقية، منتقدا الخبرة التي قامت وزارة العدل والتي لم تستوف جميع الخروقات، ليلتمس إجراء تحقيق تكميلي وإفادة خبير جديد، مؤكدا أن الخبرة المنجزة لم تتطرق على قيام المتهم بسحب 100 مليون سنتيم من وكالة بنك التنمية المحلية بسطاوالي رغم سحب الثقة منه، مضيفا أنه قام بتحويل أموال وممتلكات الإتحاد وتسخيرها لفائدته الشخصية على غرار سيارة الإتحاد التي حولها ابنه لسيارة أجرة، كما اتهمه بالاعتداء على صلاحيات الأمين العام المكلف بالمالية حتى لا يتم معرفة عدد المنخرطين وأموال الاشتراكات التي قام المتهم برفعها دون مداولة أو استشارة، وأشار على أن اكتشاف هذه الخروقات حرمت 104 عضو من المؤتمر المنعقد شهر ماي 2008. وأمام هذه التصريحات التمس ممثل الحق العام تسليط العقوبة السالفة الذكر، في حين أدرجت القضية في المداولة للفصل فيها بعد أسبوعين.