أعرب سكان حوش ميهوب ببلدية براقي عن تذمّرهم واستيائهم الشديدين بسبب مصنع البهجة لصناعة (ماء الجافيل)، والذي أصبح محلّ إزعاج لهم نتيجة ما يواجهونه من معاناة يومية جرّاء نشاطه، خاصّة وأنه محاذي لسكناتهم، ممّا أدّى إلى تحوّل المنطقة إلى وجهة تجارية خلّفت الاكتظاظ بسبب الشاحنات والعربات التي تقصد المنطقة. قال هؤلاء السكان ل (أخبار اليوم) إن حياتهم تغيّرت منذ بداية نشاط هذا المصنع الذي بات يؤرّق نومهم وراحتهم وتحوّلت إلى جحيم حقيقي، وإن الوضع في حيّهم انقلب رأسا على عقب بسبب المشاكل التي يسبّبها مصنع البهجة الذي حوّلت سكناته الاجتماعية المشيّدة من طابقين وثلاثة طوابق إلى مصنع وبات مصدر إزعاج دائم لهم مع إقبال الشاحنات يوميا لتعبئة مختلف السلع التي يتمّ تصنيعها من جافيل، الخلّ، قارورات البلاستيك وغيرها. وفي السياق ذاته، أكّد محدّثونا أن مصنع البهجة الذي يسدّ رمق عائلات بأكملها وفتح أبوابه للعديد من عمال المنطقة تحوّل إلى نقمة على القاطنين بالحي، وصمت هؤلاء الذين يعملون في المصنع خوفا على لقمة العيش زاد الأمر تعقيدا. فالشاحنات التي تقصد الحي السكني تأتي إمّا في ساعات متأخّرة من النّهار أو في الساعات الأولى من الصباح الباكر، ممّا نغّص على السكان راحتهم، خاصّة الأطفال أو المرضى الذين حرموا من النّوم بسبب الإزعاج الكبير والمتواصل. كما عبّر العمال والموظّفون عن غضبهم من الوضع المزري، معتبرين الضجيج والفوضى السبب المباشر في المشاكل التي تعترضهم في عملهم بسبب حرمانهم من الرّاحة والنّوم. وما زاد الوضع تردّيا وتفاقما هو انتشار روائح المواد الأوّلية والسامّة في كامل أرجاء الحي حسبهم ممّا تسبّب في ارتفاع حالات الإصابة بالربو، خاصّة الرضّع والأطفال، وهذا يستدعي التدخّل العاجل للحدّ من معاناتهم من طرف الجهات المعنية. وحسب هؤلاء السكان فإنهم يعيشون كما لو كانوا في سجون مغلقة بسبب حرمانهم من دخول أشعّة الشمس أو الهواء النقي إلى بيوتهم بسبب اضطرارهم إلى غلق النوافذ، ناهيك عن الغبار المتطاير ومختلف المواد السامّة التي تخنق أنفاسهم. وما زاد الأمور تأزّما بذات الحي هو الانقطاع المتكرّر للكهرباء بسبب الآلات المستخدمة التي تعتمد في نشاطها على قوة الضغط، الأمر الذي أثّر سلبا على حياة السكان بالرغم من الشكاوَى والنداءات العديدة الموجّهة إلى كلّ من الوالي المنتدب ومختلف الجهات الوصية لوضع حدّ لهذا المشكل القائم إلاّ أن انشغالاتهم بقيت مجرّد حبر على ورق والسلطات لم تبدِ أيّ مساعي للحدّ من المشكل بتغيير مكان المصنع. ولم تتوقّف مشاكل سكان حوش ميهوب عند هذا الحدّ، بل يضاف إليها مشكل الطريق الذي وصل إلى حالة متقدّمة من الاهتراء، ممّا زاد أوضاع السكان سوءا بتحوّل الحي إلى برك من الأوحال. وأمام هذه الوضعية الكارثية يطالب سكان حوش ميهوب ببراقي بتدخّل السلطات الوصية لتحويل نشاط المصنع إلى منطقة صناعية قصد إنهاء معاناتهم اليومية مع الإزعاج الكبير الذي نغّص راحتهم ونومهم.