غيّب الموت بالأمس الزّعيم المناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا عن عمر تجاوز ال 95 عاما بعد بصمات رائعة لعب فيها دورا تاريخيا في تحرير بلاده وإنهاء نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، سواء بالمقاومة والكفاح المسلّح الذي لقي بسببه عقوبة طويلة في السجن لمدّة 27 عاما أو في قيادة المقاومة السياسية والشعبية حتى تمّت الإطاحة بهذا النّظام المقيت ليقود البلاد إلى عصر جديد من التصالح والتسامح وإزالة أثار الكراهية والتعصّب للّون والجنس والتفرقة البغيضة حسب لون البشرة. بن عبد القادر كان لمانديلا (كاريزما) طاغية غلبت عليها الحكمة والإنسانية وروح التسامح، وعرف قيمة الرياضة ودورها في توحيد الشعب بكافّة أطيافه وبعيدا عن العنصرية عن طريق استضافة بطولة العالم للرغبي عام 1995 وكانت الرياضة الخاصّة بالبيض الذين كانوا يعتبرونه من قبل إرهابيا، لكنهم احترموا تعاطفه معهم واهتمامه الخاص بالبطولة فهتفوا له في الاستاد عندما حضر المباراة النّهائية، وبعدها بعام نظّمت جنوب إفريقيا كأس الأمم الإفريقية رياضة السود وكرّر فيها حضوره واهتمامه وفازت بلاده باللّقب وزاد ترابط وتوحّد السود والبيض، وظلّ يستغلّ الرياضة وانتصاراتها من أجل تحقيق هذا الهدف. مانديلا وراء احتضان بلده جنوب إفريقيا مونديال 2010 بعد احتضان دولة جنوب إفريقيا لنهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1996، والذي توّج بها منتخب (بافانا بافانا)، لعب مانديلا بنفسه دورا رئيسيا في الترويج والتربيط لتفوز بلاده بتنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2010، وجاءت بفضله هذه البطولة الكبرى لأوّل مرّة للقارّة الإفريقية وكانت نقلة حضارية وثقافية واقتصادية لبلاده. وظلّ مانديلا رمزا لقيم الكفاح والنضال من أجل الحرّية والعدل والمساواة والصمود في سبيل تحقيق ذلك وآمن بأن التسامح والإصلاح ونسيان الماضي هو الطريق الأفضل لتوحيد الأمّة واستحقّ حبّ واحترام وتقدير شعب بلاده وشعوب العالم أجمع. آخر ظهور ل "مانديلا" على المسرح العالمي آخر ظهور ل (مانديلا) كان في مناسبة كبرى على المسرح العالمي خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، والتي كانت تقام للمرّة الأولى على أرض إفريقية حين حضر المباراة النّهائية في سويتو وسط تحية هائلة من 90 ألف مشجّع وقفوا يصفّقون له. "الفيفا" أمر بتنكيس الأعلام حدادا على وفاة مانديلا أمر الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنكيس الأعلام إلى النّصف والوقوف دقيقة صمت قبل الجولة المقبلة من المباريات الدولية حدادا على وفاة رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا. ونعى سيب بلاتير رئيس (الفيفا) الموجود في البرازيل لحضور قرعة كأس العالم 2014 مانديلا الفائز بجائزة (نوبل) للسلام. قالوا عن مانديلا رئيس "الفيفا": "أشعر بحزن عميق لرثاء شخص غير عادي" قال رئيس (الفيفا) السويسري جوزيف سيب بلاتير في بيان له عقب إعلان وفاة مانديلا: (أشعر بحزن عميق لرثاء شخص غير عادي وربما كان أحد العظماء على مرّ العصور وصديقا مقرّبا بالنّسبة لي، نيلسون مانديلا)، وأضاف: (حين كرّمه الجمهور وحيّاه في استاد سوكر سيتي بجوهانسبرغ في 11 جويلية 2010 كان رجلا من النّاس، رجلا يأسر قلوبهم وكانت واحدة من أكثر اللّحظات تأثيرا في حياتي). وقال بلاتير: (سيبقى نيلسون مانديلا في قلوبنا إلى الأبد، ذكريات نضاله الخالد ضد القمع وشخصيته المميّزة وقيمه الإيجابية ستظلّ حيّة فينا ومعنا)، وتابع: (كدلالة على الاحترام والحزن ستنكّس 209 أعلام للدول الأعضاء في مقرّ الفيفا إلى النّصف وسيتمّ الوقوف لدقيقة صمت قبل انطلاق المباريات في الجولة المقبلة من المباريات الدولية). البرازيلي بيلي: "مانديلا بطل السلام في العالم" أكّد أسطورة كرة القدم البرازيلية بيلي أن رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا (بطل) و(صديق ورفيق في النضال من أجل الشعب والسلام في العالم). وذكر أفضل لاعب في القرن ال 20 وفقا للّجنة الأولمبية الدولية على شبكة (تويتر) الاجتماعية: (إنني حزين جدّا، نيلسون مانديلا كان واحدا من أكثر الشخصيات التي أثّرت في حياتي). وطالب (ملك) كرة القدم الجميع بمواصلة التراث التي تركه الرئيس السابق. الملاكم الأسطوري محمد علي: "مانديلا علّم العالم المغفرة" أعرب أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي عن تعازيه لوفاة الزّعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، واصفا إيّاه بالرجل الذي علّم العالم (المغفرة على نطاق واسع)، وأنه الآن أصبح (حرّا إلى الأبد). وقال محمد علي البالغ من العمر 71 عاما في بيان ذكرته محطة (إن بي سي نيوز): (أشعر بحزن عميق على رحيل السيّد مانديلا)، وأضاف: (أكثر شيء سأتذكّره عن السيّد مانديلا هو أنه كان رجلا قلبه ونفسه وروحه لا يمكن تقييدها من خلال الظلم الاقتصادي والعنصرية والقضبان الحديدية أو عبء الكراهية والانتقام، لقد علّمنا المغفرة على نطاق واسع). وأبرز محمد علي كلاي (روحه ولدت حرّة من أجل التخطيط لما يتجاوز قوس قزح، اليوم روحه تحلّق في السّماء، هي الآن حرّة إلى الأبد)، وأشار إلى أن حياة مانديلا كانت مليئة بالأهداف والأمل (من أجله ومن أجل بلاده والعالم أجمع، لقد ألهم آخرين حتى يحقّقوا ما كان يبدو مستحيلا ودفعهم إلى تحطيم الحواجز التي كانت تقيّدهم عقليا وجسديا واجتماعيا واقتصاديا).