أقدم صبيحة أمس العشرات من المواطنين الذين يقطنون في سكنات اجتماعية ذات صيغة السكن التساهمي في مدينة ذراع الميزان جنوب تيزي وزو، على شلّ المدينة كلّيا بغلقهم للطريقين الوطنيين العابرين للمنطقة وهما الطريق الوطني رقم 30 و25، وكذا مقرّ البلدية باستعمال المتاريس والعجلات المطاطية منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس. الحركة التي قام بها المحتجّون جاءت من أجل مطالبة السلطات المحلّية بالتدخّل لربطهم بالغاز الطبيعي والتيّار الكهربائي وحتى الماء الشروب، حيث اقتحمت هذه السكنات منذ سنوات دون استكمالها ليقوم المواطنون بربطها بطرق عشوائية، مهدّدة حياتهم، خاصّة الأسلاك الكهربائية المتدلّية شتاء، والتي تهدّد كلّ من يمرّ أمامها بكهربته نظرا لملامستها للأرض، كما يواجهون صعوبات كبيرة في التزوّد بالماء الشروب وجلبه من مسافات طويلة. ويشهد الحي تدهورا كبيرا من حيث التهيئة الحضرية، حيث بقيت الأرصفة ترابية تغرق بالأوحال والبرك المائية. نفس الحركة قام بها المواطنون يوم الخميس، إلاّ أنه وبعد التجاهل الذي ردّت به السلطات لمطالبهم هذه قاموا صبيحة أمس ومع الساعات الأولى للنّهار بغلق وشلّ الطرق بالمدينة وحتى المؤسسات العمومية، حيث عاد تلاميذ المؤسسات التربوية أدراجهم بعدما وجدوا الطرق المؤدّية إلى مدارسهم مغلقة، كما أجبر بعض التجّار على غلق محلاّتهم لدعم هؤلاء في مطالبهم، وحتى مستشفى المنطقة لم يسلم من الغلق. هذه الحالة أثارت سخط وغضب السكان الذين اضطرّوا إلى العودة من حيث أتوا بعدما أغلقت الطرقات خاصّة تلك التي تربط ذراع الميزان بالبلديات المجاورة، كما خلّفت الحركة اكتظاظا كبيرا في الطرقات بعدما امتدّت طوابير السيّارات على جانبي الطريقين الوطنيين المغلقين. وقد سجّلت بعض المناوشات بين السكان المحتجّين والسائقين الذين بقوا عالقين في الطريق دون التمكّن من الوصول إلى وجهاتهم المختلفة.