سادت حالة من التوتر الشديد مدن جنوب اليمن، وقُطعت الاتصالات عن محافظة حضرموت، مع بدء مظاهرات حاشدة دعا إليها تحالف قبائل حضرموت تحت اسم (الهبّة الشعبية)، بهدف إخلاء محافظات الجنوب ومدنه من قوات الأمن والجيش الشمالية التي وصفها بالمحتلة. فقد نامت عدن ومدن الجنوب اليمني مساء الجمعة وفجر أمس السبت على إيقاع الانقسام والانفصال وتواتر الأحداث وخشونتها تحت عنوان (دولة حضرموت) التي حذر حزبيون يمنيون من أن طموحاتها بالولادة خصوصا عند مشايخ بعض قبائل الجنوب تلقى مساندة من السعودية. وبينما أوردت وكالة يونايتد برس إنترناشونال (يو بي آي) أن عدداً من مراكز الشرطة في المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد وقعت في يد أهالي المنطقة، نفى مصدر مسؤول في السلطة المحلية تلك الأنباء. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر وصفه لتلك التقارير بأنها (افتراءات.. وأخبار غير صحيحة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت). وكانت قبائل وعشائر في محافظة حضرموت قد دعت إلى هبّة شعبية إذا لم ترضخ الحكومة لشروطها بعد مقتل زعيم قبائل الحموم في المحافظة الشيخ سعد بن حبريش، ومرافقيه في الثاني من الشهر الجاري برصاص قوات عسكرية اشتبهت في انتمائه وجماعته المسلّحة إلى تنظيم القاعدة، مما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب. وقال بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت إن التحالف رفض طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل المحافظة لتنفيذها، مشيراً إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تعامل السلطات مع القضية، حيث لم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها المتمثلة في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن. وشوهدت في شوارع محافظات عدنوحضرموت وأبين وشبوة ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة هذه المحافظات في أقرب وقت، مذيلة بعبارات (نحن في حل من ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم). وأوردت وكالة رويترز نقلاً عن شهود عيان أن عشرات من الأسر التي تنتمي للمحافظات الشمالية قد غادرت بالفعل تلك المحافظات وعادت إلى مدنها بالشمال خوفاً على أرواحها. وذكروا أن الاتصالات السلكية سواء الثابتة أو المحمولة قد قطعت منذ أول أمس عن محافظات الجنوب ولم يستطع أي شخص خارج تلك المحافظات الاتصال بأي قريب له في الجنوب. وأكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية أن أبناء المنطقة أغلقوا منفذ سناح الحدودي مع شمال اليمن، ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام بالمحافظة. ونسبت يو بي آي إلى مصدر في الحراك الجنوبي أن اشتباكات عنيفة تقودها عموم قبائل الحموم بحضرموت وحلفائها نشبت في ثلاثة مواقع عسكرية تابعة لحماية الشركات في قطاع المسيلة بمديرية غيل بن يمين، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، لافتاً إلى أن قبائل الحموم سيطرت على موقعين عسكريين في قطاع 14 النفطي هناك. وأوقفت شركات النقل الجماعي جميع رحلاتها إلى المحافظات الجنوبية، ومنها حضرموتوعدن، تحسباّ لأية أعمال عنف قد تطالها. يشار إلى أن الحراك الجنوبي أُسّس مطلع عام 2007، ويضم القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد التي تطالب بالانفصال عن الشمال وعودة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة قبل الإعلان عن توحيد شطري اليمن في 22 ماي 1990 بعد مفاوضات طويلة وشاقة بين الطرفين.