أعلن جزائريون (أحرار) الحرب على المدعو فرونسوا هولاند رئيس دولة فرنسا إثر تطاوله على بلادنا والتلميح إلى قلّة الأمن والأمان فيها، وبينما دعا البعض السلطات الجزائرية إلى طلب توضيحات رسمية والاستنكار لدى باريس فضّل آخرون اعتبار وقاحة رئيس فرنسا درسا لكلّ (عشّاق فافا) من الذين يهميون بحبّ الدولة الاستعمارية التي مازالت تحقد على بلاد الشهداء. ردود فعل غاضبة وعاصفة سبّبتها وقاحة هولاند الذي سخر من الجزائر في حديث مع يهود، وهي جريمة سياسية تستدعي الاعتذار الرّسمي، لكن متى كانت فرنسا تعتذر للجزائر؟ وكيف تعتذر فرنسا للجزائر وبعض أبناء الجزائر مازالوا يلعقون الحذاء الباريسي ويرجون رضى (فافا) أكثر من رجائهم رضى والديهم، حتى لا نقول شيئا آخر؟ وتمّ تداول الفيديو الذي يظهر فيه الوقح هولاند وهو يسخر من الوضع الأمني في الجزائر على نطاق واسع، مع تعليقات غاضبة تطالبه بأن يغسل فمه قبل الحديث عن أسياده تارة وتطالب كلّ عشّاق فرنسا من الجزائريين بمراجعة حسابات عشقهم المنكر لدولة أبادت ملايين الجزائريين ومازال رئيسها يتعامل بكلّ وقاحة مع مستعمرة فرنسا السابقة. في سياق ذي صلة، طالب فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان هولاند بالاعتذار عن تصريحاته الأخيرة التي استفزّت الرأي العام الوطني، واصفا إيّاها بالتصريحات المهينة. ومن جهته، علّق رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية (الأفانا) موسى تواتي بشأن مطالبة العديد من الجزائريين عبر شبكات التواصل بضرورة استدعاء السفير الفرنسي لرفع احتجاج رسمي بخصوص (إهانة هولاند للجزائر) في حفل خصص لليهود، قائلا إن النظام الجزائري (لا يملك الشجاعة اللازمة لاستدعاء سفير باريس). وذكر تواتي أن إهانة فرنسا الرّسمية للجزائر ليست بالجديدة، فمنذ عهد الجنرال ديغول وإلى غاية اليوم لا يزال الشعب الجزائري يتعرّض للإهانات تلوى الأخرى، مرجعا ذلك إلى سياسة حكام البلاد، والذين أوضح بشأنهم أنهم (جعلوا من عدو الأمس صديق اليوم)، وذلك لخدمة مصالح الأفراد وليس مصالح الشعب الجزائري الحرّ. الجدير بالذكر أن (المزحة) التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطاب أقيم بقصر الإليزيه بمناسبة الذكرى ال 70 ل (الكريف)، (المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا)، والتي قال فيها وهو مخاطبا وزيره للداخلية: (أظنّ أن فالس بصدد الذهاب من اجل زيارة الجزائر) قبل أن يصحّح لنفسه: (بل عاد من الجزائر، سالما معافى، وهذا في حد ذاته شيء كبير) أثارت استياء الجزائريين من رواد موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك)، والذين شنّوا هجوما على صمت الحكومة الجزائرية وتراخيها إزاء مثل هذه التصرّفات واتّهموا باريس بالسعي لربح ودّ اليهوديين بالرغم من استفادتها قبل أيّام من العشرات من المشاريع الاقتصادية الهامّة بالجزائر، فيما طالب عدد آخر الوزير لعمامرة باستدعاء السفير الفرنسي لطلب توضيحات بشأن تلك سخرية هولاند.