قال لي أحد الشباب الذين يتكلمون دون لف ولا دوران كما يفعل جماعة السياسة عندنا، لست أفهم لماذا كل هذا اللغط الذي يحدث كلما قربت زيارة أي رئيس فرنسي للجزائر، هل هو فعلا كلام نابع من القلب والجميع يريد من فرنسا الرسمية أن تعتذر عن جرائم فرنسا التاريخية أم هو مجرد لغط والسلام؟ هذا فعلا سؤال يجب أن يطرح بسبب ما نراه من مسؤولينا الذين يقدمون قدما ويؤخرون القدم الأخرى كلما تعلق الأمر بوليّة النعمة فافا التي على ما يبدو ما زالت تتحكم في مصيرنا وتملك أكثر منا في بلادنا، بدليل ما يطالب به الأقدام السوداء من حقوق وممتلكات في أرضنا. المطالبة بالاعتذار يجب أن يكون مطلبا رسميا وجماعيا وبصوت عال جدا ولا تتبناه أحزاب منفردة أو جمعيات كما نفعل نحن في الجزائر، بل يجب أن نتحد ولو لمرة واحدة في رجل واحد ونترك انشقاقاتنا السياسية من أجل التاريخ. هذا التاريخ الذي سيسجل خروج هولاند من الجزائر كما دخل منها ليس أكثر وسيسجل أيضا بأن كل هذا الكلام الذي يسبق الزيارة سيبقى مجرد كلام وفقط لأن الأفعال لا تكون بطريقة شد العصا من الوسط ومن يريد أن يأخذ حقه يجب أن يشمر على ساعديه كما تفعل فرنسا بعد كل جرائمها هاهي تطالب بحق الأقدام السوداء. لست أدري لماذا ورثنا كل الموبقات والعفونة السياسية من فرنسا بعد كل سنوات الاستعمار ولكننا لم نرث عنها أي شيء إيجابي يجعلنا نقف الند للند معها دون خوف أو تردد.