جلب كبش العروس هو من بين الأشياء التي لا تستغني عنها الأسر الجزائرية وتفرضها على أهل العريس على أن يتم جلبه في أسبوع العرس، حيث غالبا ما يُعتمد عليه في إقامة مأدبة العشاء بالنسبة للعروس التي تجمع أهلها وأحبابها وربما أهل العريس في حالة ما إذا تم الاتفاق على ربط الحنة للعروس في يوم تصديرتها، لذلك فالكبش من الأشياء الملزمة غير القابلة للنقاش وفقا للعادات الجزائرية مثله مثل الصداق. ودأبت العائلات على أخذه للعروس في أسبوع العرس قبله بيوم أو يومين تبعاً لتحديد موعد مأدبة العشاء التي يبرمجها أهل العروس على شرف أحبابهم وأقاربهم بمناسبة عقد قران ابنتهم من باب التشهير بالعرس والتصدق لجلب البركة للعروسين، وعادة ما يرفق أهل العريس كبش العرس ببعض المستلزمات التي تدخل في تحضير بعض الأطباق التي غالبا ما تكون أطباقا من التراث الجزائري العريق على رأسها الكسكس أو "الطعام بالمرق" الذي تعتمد عليه اغلب الأسر الجزائرية. ومنهم من راح إلى تنويع الأطباق على غرار الشربة والمثوم... وعادة ما تستلزم تلك الأطباق بعض أنواع الخضر والتي يتوجب على أهل العريس إرفاقها مع الكبش كالكوسة والطماطم والبصل، إلى جانب السميد فاغلب العائلات ترفق الكبش بتلك المستلزمات فهي من الأمور الضرورية التي يتوجب على أهل العريس عدم الإغفال عنها، فغفلتهم ستؤدي بهم إلى سوء السبيل، والواقع كشف حدوث مناوشات لأجل ذلك الغرض بحيث لم يتقبل أهل العروس جلب الكبش لوحده في حين يتحجج أهل العريس أن تلك الأمور لا تدخل من باب عاداتهم انفلاتا من المسؤولية وكثرة التكاليف. وهناك بعض المناطق راحت تبالغ في تلك المستلزمات المرفقة مع كبش العرس فبعد الخضر والزيت والسمن هناك من جلبوا حتى الأشياء الكمالية التي ترفق بمأدبة العشاء كمقبلات السلطة من أنشوا وزيتون وكورنيشون وغيرها من المخللات التي لا تعد من الضروريات لاسيما وان تعلق الأمر بعرس، فتلك المواد لا تتوافق البتة مع كثرة المدعوين فيه، إلا أن هناك من يعتبر ذلك عرفا لازما لاسيما في مناطق الغرب الجزائري على غرار ولاية وهران التي تتداول بأعراسها تلك العادات كونها تحظى مأدبة العشاء بالاهتمام البالغ، ويختلف الأمر فيما تعلق بحلويات العرس التي تعتمد فيها العائلات الوهرانية على نوعين تقليدين كالقريوش والمقروط، ذلك ما لا نجده بالعاصمة حيث تهتم العائلات أكثر بالحلويات وتذهب إلى انتقاء أرقاها فهي أساس العرس، ومن ثمة لا ترهق أهل العريس بشروط تعجيزية وتكتفي العائلات العاصمية بالكبش كشرط أساسي إلى جانب بعض الخضر والسميد التي تذهب غالبا أم العريس إلى جلبهما بمحض إرادتها. ويختلف الأمر بمناطق الغرب ففي بعضها على غرار ولاية وهران حتى علبة الكبريت التي توقد بها أفران تحضير الأطباق تقع على كاهل أهل العريس، وفي ذلك إيحاء على استيفائهم كل متطلبات ومستلزمات الطبخ بكل جزئياتها بدليل ختمها بعلبة الكبريت التي لا يتعدى ثمنها بضعة دنانير كدليل على جلبهم كل ما يخص تحضير أطباق العرس. فعشاء العروس في مناطق الغرب يقع على كاهل العريس بأبسط جزئياته وصولا إلى مقبلات السلطة وعلبة الكبريت التي يوقد بها الفرن ناهيك عن مستلزمات أخرى على غرار الصداق الذي لا ينزل بتلك الولايات عن 12 مليون سنتيم. فأين لشبابنا من كل تلك التكاليف مما جعل البعد بينهم وبين التفكير في الزواج يقدر بمسافة بعد السماء عن الأرض، لذلك وجب المساهمة في تسهيل تلك الخطوة وعدم المبالغة في تلك الأعراف التي لا تغني ولا تسمن من جوع ويكون اغلبها بهدف التباهي والتفاخر ليس إلا.