مناورات لجر الجزائر إلى "شتاء عربي" انطلاقا من غرداية "عاجل جدا.. باسم الإنسانية، وسماحة الدين، وروح الوطنية، أدعو كل صحفي جزائري إلى التحلي بالضمير المهني من أجل السعي لكبح الخسائر التي تهدد الأرواح والممتلكات في ولاية غرداية، والتعجيل في عودة الأمن الحقيقي واستتبابه في ربوعها، وكشف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر من مدن غرداية العريقة. لقد مرت غرداية على مناوشات وصراعات عرقيّة بين الإخوة المتساكنين من قرون، لعل آخرها ما عاشته بلدية القرارة قبل شهر، أو بريان قبل 5 سنوات، وما بينهما من صراعات في قصر مليكة وغرداية، فأصبحت بذلك المنطقة على فوهة بركان متجدد الثوران. إلا أن الوقائع الأخيرة، وحدّة خطورتها، ولهجة أصحابها، جعلت جميع المتساكنين يتفاجأ. فالرجاء منكم إيفاد فرقكم للتحقيق وتغطية ما يقع ووقع، وتخصيص أعمدة صحيفتكم، وتكليف كتّاب مقالاتها التحليلية لتناول الموضوع، وذلك من أجل المساهمة في إفهام الرأي العام الوطني قبل الخارجي بحقيقة ما يجري، وكشف المناورات التي تحاك في الظلام من أجل جر الجزائر إلى "ربيع عربي" في عز الخريف من خلال تغذية "مستنقع غرداية" الموبوء والشديد القابلية للعدوى، وتبليغ الحقائق كاملة إلى السلطات المركزية، التي تصلها معلومات وتقارير مغلوطة من مصالحها الجهوية والمحلية بكل أسف. أحملكم المسؤولية جميعا أسرة الإعلام في وطني، أمام الله أولا، وأمام التاريخ، فأين الخيّرون والنزهاء في بلدي العزيز، فالوضع لا يحتمل أكثر مما هو عليه، ولا يقبل التأجيل أو الترقيع". هذا جانب من نداء عاجل جدا أرسله أحد البررة من أبناء غرداية، إلى مختلف وسائل الإعلام الوطنية، تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه، يضع يده، من خلاله، على "جرح غرداية النازف"، ويشير إلى أن ما تشهده هذه الولاية الواقعة في قلب الجزائر في الآونة الأخيرة ليس مجرد احتجاجات وأعمال شغب عادية، بل مخطط جهنمي يرمي إلى حرق غرداية بالكامل أولا، ومن خلال ذلك جر الجزائر إلى "شتاء عربي" عاصف، بعد أن فشلت محاولات ومناورات سابقة لجرها إلى متاهات ما سمي بالربيع العربي. وإذا كان من الموضوعي الإقرار بوجود أخطاء وتجاوزات من هذا الطرف أو ذاك، فإن الأكيد أن هذه الأخطاء والتجاوزات، مهما بلغت حدتها لا تبرر حرق غرداية بالكامل، ومن ورائها التغرير بالجزائريين، وزعزعة استقرار بلادهم. ورغم أن الجزائريين قد حفظوا الدرس جيدا، ويعرفون كيف يطالبون بحقوقهم دون إغراق البلاد في الفوضى، فإن المتتبعين يحذرون من مخاطر مناورات جهات مشبوهة لا يهدأ بها بال قبل رؤية الجزائر تلتحق بدول الخراب العربي، وهو أمر لا يتمناه عاقل. "غرداية إلى أين تسير ومن المستفيد؟ قصة حب للفوضى واختلاق الأسباب للمشاجرات بين العربي والمزابي لا تنتهي، السؤال المطروح: إلى يسعى البعض إلى الإبادة..؟" هكذا يتساءل البعض في ظل وضع خطير جدا يستدعي تدخلا عاجلا من السلطات العليا في البلاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ويتفق أبناء غرداية على أن منطقتهم تعيش أسوأ وأحلك أيامها، فتنة مقيتة، حرق وتخريب ونهب وسرقة وتدمير وترويع الآمنين، إضراب عام للتجار، ونفور تام للسياح عن المنطقة، انتشار الإشاعات المغرضة، وأولو الأمر مع الأسف عجزوا عن حلحلة الأزمة وتأمين المواطنين الذين يأملون أن تصل مأساة "قلب الجزائر" إلى نهايتها قريبا جدا..