لم يتردد السيد مراد مدلسي في الإشارة إلى أن إدعاءات ما يسمى بالمجلس الانتقالي في بنغازي الليبية بأنها من إيعاز أطراف تريد بكل ما أوتيت من حيلة إقحام الجزائر في الصراع المسلح بين الإخوة الأشقاء في هذا البلد الجار. والحملة التي يديرها الناطقون باسم هذه المعارضة المسلحة في ليبيا ويروج لها المحللون المزعومون عبر قنوات جندت كل طاقاتها لخدمة هذه الطروحات بينت وتبين كل يوم بأن ما يجري في الوطن العربي هو تنفيذ لمؤامرة دبرت بليل، كما يقول المثل العربي، ويعمل القائمون عليها إلى جر الوطن العربي قطرا قطرا إلى الفوضى التي رسمت للمنطقة بغض النظر عن الأوضاع الداخلية التي تساعد على تنفيذ المؤامرات. لقد بحت الأصوات المخدرة من المؤامرات التي تحاك للدول العربية والتي لا تخفيها الأطراف المهندسة لها بدليل أن خريطة تقسيم العالم العربي بشرقه وغربه موجودة ومنشورة منذ عقود مع تعليل أسباب التقسيم وأدواته الداخلية والخارجية. وبالتالي فإن كل من لا يؤمن بنظرية المؤامرة هو جزء من المؤامرة، فهو ببساطة يبرئ المتآمرين من إيقاظ أي فتنة ويعمل على تأجيجها بحجج منها الموضوعي ومنها المفتعل لحاجة في نفس يعقوب. وهذه الفئة من غير المؤمنين بالمؤامرة هم من يعتمد عليهم المتآمرون لتنفيذ خططهم فيصبحون -علموا ذلك أم جهلوه- مصدرا لتسويق الحقائق المزعومة قبل التخطيط للعقوبات والتدخل في الشؤون الداخلية وربما وصل الأمر إلى التدخل العسكري المباشر كما في العراق أو غير المباشر كما في ليبيا، حيث يدك الناتو منشآت هذا البلد لإضعافه اقتصاديا وتسهيل سقوطه.