أصوات ترتفع من أجل التهدئة يتواصل مسلسل الأحداث الخطيرة والتطورات التي تشهدها ولاية غرداية، بعد امتدادها هذه المرة لتشمل أحياء كبرى كأحياء «المجاهدين» و»الحاج مسعود» و»الثنية» و»سالمو عيسى» و»السوق»، في حين ساد التوتر في كل من أحياء مرماد والعين والشعبة. إنها وضعية تبعث على القلق وتدعو إلى مزيد من التحرك لتهدئة الوضع. كل التفاصيل ترصدها «الشعب» من عين المكان. تفرق عدد من قوات مكافحة الشغب في العديد من هذه النقاط لكنه لم يتمكن لحد الساعة من استقرار الأوضاع، التي رافقتها تعزيزات أمنية لقوات مكافحة الشغب من عدة ولايات إلا أنها ليست كافية بالحجم المطلوب لوقف هذه التطورات قبل تفاقم الوضع. ورافقت هذه الأعمال شلل أغلب الطرقات الرئيسية حيث توقفت حركة المرور خاصة الطرقات الرئيسية المؤدية لوسط، وقد لجأ المئات من الشباب إلى استعمال الحجارة في المشادات وإضرام النار بالعجلات المطاطية ما أدى إلى إصابة ما يفوق 360 شخص نقلوا إلى العيادات منهم عدد أصيب بجروح متفاوتة الخطورة كما تم إصابة ما يفوق 40 شرطيا في المواجهات بين المواطنين المنتشرين في هذه الأحياء وقوات مكافحة الشغب التي اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتخاصمين. وأفادت مصالح الأمن الوطني بتوقيف عدد من الشباب بتهمة الإخلال بالنظام العام في أعمال الشغب. وقالت ذات المصالح أن عناصرها تواصل تعزيزها للمنطقة خشية اندلاع مشاكل أخرى تتسبب في خسائر مادية وبشرية، الأمر الذي كان محل انتقادات كبيرة من طرف المواطنين الذين قالوا أن القوات ليست كافية لتتحكم في الوضع خاصة بعد صدور بيان لاتحاد التجار والحرفيين ولجنة التجار والحرفيين لجبهة القوى الاشتراكية والذي أعلن فيه عن الدخول في إضراب، رافعين جملة من المطالب تمس شريحة التجار التي قالوا أنها مستهدفة، مطالبين بتوفير الأمن في كامل تراب الولاية وخاصة المناطق التجارية، ووضع حل جذري ونهائي للصراعات والمناوشات التي يتحمل في كل مرة عاقبتها التجار، كما طالبوا بمتابعة ومعاقبة كل متسبب قام بالفوضى، وتعويض جميع الضحايا والتجار تعويضا عادلا وفي أقرب وقت. وأقر التجار في السوق أنه لا توجد ما يسمى في المنطقة ب»العربي والمزابي»، مقرين أن هناك مخططا منذ مدة يهدف لتكريس هذا المبدأ، ويتساءل كل الشارع بغرداية عن الأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الانزلاق بعد إسقاطها بسلسلة الاحتجاجات التي انطلقت في عدة مناطق، ويبدو أن هذا الوضع سيؤدي إلى خلق العديد من المشاكل بعد تزيين مختلف المناطق لاستقبال موسم السياحة الخريفية، الأمر الذي سيقوم بإفشال هذا الموسم. من ناحية أخرى، شكل المسؤول الأول في الولاية، خلية أزمة رفقة المجلس الأمني لاحتواء الوضع قبل تفاقم الأزمة، لكن السلطات إندهشت للوضع، خاصة وأن المسؤول الأول لم يضع قدميه جيدا في الولاية، وإذا كانت قوات الأمن لم تفرض سيطرتها لحد الساعة خاصة المنشآت الهامة التي حاول عدد من الأطراف حرقها وتخريبها علما أنها تحتوي على مواد غازية مضرة بالصحة، فإن الحلول المطروحة تستلزم تدخل قوات الدرك الوطني وإن استلزم الأمر الإستعانة بالجيش الوطني الشعبي الذي يبقى أحد مقومات المجتمع الذي يتفهم له الشارع، هذا وقد دعا أئمة المساجد لضبط النفس مناشدين تدخل المجتمع المدني لوقف هذه الفتنة متسائلين عن أسباب اندلاعها، في حين فشلت فعاليات المجتمع المدني في إعطاء نفس لمختلف المبادرات التي قالوا أنها لم تكن مشجعة من الدولة، يذكر أن العديد من القوات لا تزال تزحف من عدة ولايات لاستتباب الأمن.