يشهد المجلس الشعبي لبلدية الصومعة بولاية البليدة انسدادا كبيرا، بعد القرار المتخذ من طرف خمسة أعضاء من كتلة حزب (الآرندي) بانضمامهم إلى كتلة الرئيس المجمدة صلاحياته بقرار من والي ولاية البليدة بتاريخ 19 نوفمبر الماضي. يأتي قرار والي ولاية البليدة بتجميد صلاحيات رئيس البلدية السيد (نعيم يخلف) بتلقيه رسالة شكوى ممضاة من طرف 12 عضوا، من بين ال19 عضو المشكلين لأعضاء المجلس البلدي، يشتكون فيها سوء التسيير رئيس البلدية واستعمال المزور وتوزيع محلات تجارية ومساكن اجتماعية دون مداولة إلى أقارب وأشخاص خارج إقليم بلدية الصومعة. فبعد تحقيق معمق من طرف ديوان والي ولاية البليدة، قرر السيد الوالي تجميد صلاحيات رئيس بلدية الصومعة، وطلب من السيد رئيس دائرة بوفاريك بحل الإشكال القائم ببلدية الصومعة في أقرب وقت ممكن قصد السير الحسن لمواطني البلدية، لكن وبعد دعوته لأعضاء المجس الشعبي بعقد اجتماع طارئ قصد تعيين خليفة للرئيس التي تم تجميد صلاحياته، اصطدم هؤلاء بإصرار رئيس كتلة حزب الارندي السيد (محمد. ب ) والبالغ عددهم في المجلس الشعبي بستة أعضاء، بضرورة تعيين السيد (ب. شريف) الأمر الذي قوبل اقتراحه بالرفض القاطع من طرف بقية الأعضاء والبالغ عددهم سبعة. قرار الرفض، دفع بخمسة أعضاء من بين الستة أعضاء المكونين لكتلة حزب (الارندي) بالانضمام إلى الموالين إلى رئيس البلدية المجمدة صلاحياته، والبالغ عددهم سبعة أعضاء، وهو ما أثار استغراب سكان بلدية الصومعة، خاصة وأن السيد (محمد.ب) الذي يشغل حاليا عضو بمجلس الأمة كان رفقة أعضاء حزبه المنتمين لحزب "الارندي" والبالغ عددهم ستة أعضاء منأشد أعداء رئيس البلدية، وهم الذين رفضوا تزكيته بعد فوز حزبهم في الانتخابات البلدية الأخيرة في نهاية شهر نوفمبر 2012، حيث حصلوا على ستة مقاعد، فيما حل حزب جبهة التحرير الوطني وحزب المستقبل في الصف الثاني بخمسة مقاعد لكل منهما، وفي المركز الموالي حل حزب العمال بثلاثة مقاعد، وبعد عدة اجتماعات تمكنوا من تزكية يخلف نعيم رئيسا لبلدية الصومعة، فيما قرر حزب تكتل "الارندي" الانسحاب، الأمر الذي كلفهم التهميش داخل المجلس الشعبي البلدي. لكن القطرة التي أفاضت ألكاس -حسب بعض الأعضاء- بداخل المجلس البلدي، هو انفراد رئيس البلدية بمنح خمسة محلات تجارية دون المرور على المداولة، إلى أشخاص قيل لنا أن البعض منهم من المقربين من المير، فيما البعض الآخر لأشخاص يحسبون من الطبقة الراقية، زد على ذلك استعمال التزوير بادعائه أن قرار منح هاته المحلات تم بموافقة احد أعضائه المنتمي إلى كتلة حزب العمال، وبعد نفي هذا الأخير بما نسب إليه، دفع بكتلة الارندي، رفقة ستة من الأعضاء المعادين لرئيس البلدية بمراسلة والي ولاية البليدة، حيث قرر إلغاء قائمة المستفيدين من المحلات التجارية. وفي رده عن ما أقدم عليه دون استشارة أعضاء مكتبه، اعترف ما نسب إليه وهذا في اجتماع علني مع جميع أعضاء مكتبه، كما اعتذر لهم عما صدر منه، واعدا إياهأنه لن يقدم مستقبلا على أي قرار إلا بمشاورة الجميع. لكن سرعان ما أخلف الرجل وعده، بإقدامه دون مشاورة الجميع على طلب تقدم به والي ولاية البليدة بمنحه 41 مسكنا من حصة 150 سكن اجتماعي لتوزيعها على المواطنين المحسوبين من المأساة الوطنية، الأمر الذي أثار استياء أعضاء مكتبه، خاصة وأن قاطني هاته المساكن يجهل إلى حد الساعة هويتهم، كونهم ليسوا من إقليم بلدية الصومعة، الأمر الذي انجر عنه انشقاق ستة أعضاء، ثلاثة من كتلة حزب العمال وثلاثة من كتلة حزب جبهة التحرير الوطني، وأعلنوا انضمامهم إلى الستة أعضاء، من كتلة حزب الارندي المنسحبين مسبقا، فلم يتبق من الموالين لرئيس البلدية إلا سبعة أعضاء، وهو ما كلفه غاليا، حيث تم سحب الثقة منه، وبعد مراسلة إلى السيد والي ولاية البليدة، قرر بتاريخ 19 نوفمبر الماضي تجميد صلاحيات رئيس المجلس الشعبي، ومطالبة رئيس دائرة بوفاريك إيجاد حل لهذا الإشكال، لكن وكما سبق الذكر، أن انقلاب خمسة أعضاء من حزب الأرندي لمصلحة رئيس البلدية المجمدة صلاحياته، زاد من تعفن الجو. وحسب ما استقيناه من محيط بلدية الصومعة، فإن أصابع الاتهام في تفاقم الأزمة، توجه إلى العضو الحالي بمجلس الأمة السيد (محمد. ب)، حيث يرون فيه الرأس المدبّر لما يحدث بداخل (دار) بلدية الصومعة، خاصة وأن هذا الرجل كان غير محبب من طرف جل سكان البلدية، حين كان رئيسا للبلدية في العهدة ماقبل الأخيرة، خاصة في طريقة توزيعه للمساكن الاجتماعية، إضافة إلى ذلك أن إصراره بتعيين السيد.(م. شريف) خليفة رئيسا جديدا، وانضمامه المفاجئ لكتلة الرئيس المجمدة صلاحياته تثبت أن هناك مصالح شخصية يراد الرجل تحقيقها على حساب المصلحة العليا للموطن ببلدية الصومعة. وفي زيارة خاطفة قادتنا إلى بلدية الصومعة، يطالب الكثير من السكان خاصة الشباب منهم، من السيد والي ولاية البليدة فتح تحقيق معمق بخصوص الأعضاء الخمسة التي يقودهم المدعو (ب. محمد) من كتلة الارندي بتحولهم من معارضين إلى الرئيس المجمدة صلاحياته إلى المساندين له، كما يرفضون أي تعيين يتم وفق مطالب ممثل حزب كتلة الارندي، والأيام القادمة من السنة الجديدة قد تكشف لنا فصلا جديدا من فصول مسلسل يوميات بلدية الصومعة...