أكد المخرج البحريني حسين الحليبي أنه يتعرض لهجمةٍ يقودها من وصفهم بأنهم مراهقون على المنتديات الإلكترونية يتهمونه بالكفر والخيانة منذ عرض فيلمه "حنين" في عيد الفطر الماضي في سينمات البحرين، وأكد أن الفيلم تطرق بالفعل لقضية جريئة وتمسّ المجتمع بشكل كبير ومباشر، معتبرا أن سبب الهجوم عليه هو فضح الفيلم لمواقف الأطراف المتشددة في البحرين. واتهمت منتديات على الإنترنت الفيلم -الذي تدور أحداثه حول أسرتين بحرينيتين تنتميان إلى طائفتين مختلفتين "السنة والشيعة"، وتتزاوجان، قبل أن تبرز بعض المشاكل والجدل الطائفي بينهما- بأنه جزء من مخطط من قِبل السلطات في الدولة لاستهداف جماعات معينة. وردا على هذا الهجوم قال حسين الحليبي في تصريحات لموقع قناة الآم بي سي "هذا التعدي والهجوم لا يعنيني لأنه من أشخاص مراهقين، ويعبِّرون عن وجهة نظرهم بشكل غير لائق وغير ناضج". ونفى أن يكون قد تلقى تهديدات بالقتل، ولكن مجرد اتهامات بالتخوين والتشكيك في الوطنية، مؤكدا أنه "لا يخشى من تأثير هذه الاتهامات طالما كان العمل جريئا". أضاف "لا نريد أن نسيِّس الفيلم فهو يعرض قضية اجتماعية أكثر منها سياسية، وهي قضية الطائفية، وإن كان يتعرض إلى حقبة سياسية مهمة في البحرين وهي في الفترة 1983 وحتى 2000". واستطرد"عندما يلامس العمل جروح الناس يبدأون باتخاذ موقف معين وقد يتحسسون منه، خاصة إذا كانوا معنيين بالعمل، ورأوا واقعهم من خلاله". وأشار إلى أن الفيلم لاقى صدى إيجابيا بشكل أكبر من السلبي، فخلال أسبوعين عرض خلالهما الفيلم "كانت الصالات في العيد وعروض الليل ممتلئة، وكذلك بعد العيد، كما حقق حضورا بعد العيد والمواقع الإلكترونية والفيسبوك، فكان هناك تجاوبٌ وإعجابٌ كبيرين". وأبدى استغرابه من استبعاد الفيلم من عرضه في السينما من قبل إدارة السينما بعد أسبوعين من بدء العرض، مؤكدا أنه لا يعرف السبب الحقيقي وراء استبعاده، قائلا "الإدارة أخبرتنا بأنه فيلم درامي ولا يتوقع له المزيد من الحضور". ونفى أن تكون الأحداث الأخيرة أثَّرت على مدة عرض الفيلم وبقائه في السينمات، مبينا أن "الفيلم كان يجب أن يبقى فترة أطول؛ لأن الجمهور بدأ يهتم بموضوع الفيلم بشكل أكبر وبدأ يسأل ويتابع". وتابع المخرج البحريني: "إننا كفريق عمل حاولنا أن نكون محايدين، وألا نميل إلى طرف دون الآخر، كما كانت هناك أطراف متشددة حاولنا فضحها من خلال هذا الفيلم، ولذلك كان التقبل من الجمهور المعتدل كان إيجابيا على عكس المتطرف منه". ويرى الحليبي أن وقت عرض الفيلم كان مناسبا رغم التوترات السياسية التي تعيشها البحرين، "الفيلم عُرض في وقته الصحيح، خاصةً بعد انتشار الشتائم في المنتديات بين الطائفتين وإلقاء التهم، وبسبب هذا التصاعد كان من المهم أن يعرض هذا الفيلم، وإن كان يسبب لنا بعض المشاكل". واعتبر المخرج أن عمله نضالي "منذ بدايتنا كطاقم عمل كنا مؤمنين بأن ما نقدمه هو عمل نضالي من أجل إيصال رسالة معينة، ولا تهمنا عواقب هذا النضال". وأشار إلى أن "الفيلم يوجه رسالة؛ وهي أن تعود الحياة والتعايش والتآلف بين أبناء الطائفتين الشيعية والسنية تماما كما كانت في حياة آبائنا وأجدادنا، وعلى الرغم من أن هذه الألفة لم تنته ولكنها تقلصت".