أحدث فيلم ما "وراء المرآة " للمخرجة الجزائرية نادية شرابي صدى طيّبا عند عرضه ضمن فعاليات الطبعة الرابعة عشرة لمهرجان السينما المتوسطية بتطوان المغربية الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع الماضي وذلك وسط حشد كبير من المختصين والجمهور·
حظي فيلم المخرجة نادية شرابي باهتمام كبير من طرف المختصين والصحافة المغربية وكذا الجمهور، فرغم عرضه خارج المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان الذي نظّم في طبعته ال14في الفترة الممتدة ما بين 29 مارس و4 أفريل الجاري، فقد اعتبر من طرف العديد من الصحف المغربية من بين أهمّ أفلام المهرجان التي تناولت أوضاع المرأة الاجتماعية معتبرين طرح الفيلم جديدا في رؤيته لإشكالية المرأة، تصدّت من خلالها المخرجة لعدد من الطابوهات بجرأة لا تخلو من الحساسية· "وراء المرآة" في أعين النقاد المغربيين يبرز المرأة كضحية لقسوة المجتمع وهيمنة الرجل لكنّها في الحالتين تظلّ تعمل بإيجابية وتحد لتجاوز وضعها وتغيير ظروفها للانتقال من خانة الضحية إلى خانة المؤثر في الأحداث المحيطة بها· كما اعتبرت نفس الصحافة عمل نادية شرابي جريئا قياسا بسينما المغرب العربي التي قليلا ما عالجت -حسبها- المشاكل الخاصة بالمرأة وخصوصا في المغرب والجزائر، وتصدّى بنجاح لموضوع محرّم حيث يتعرّض الفيلم لقضية اغتصاب شابة من طرف زوج أمّها، وما ينتج عن هذه الفعل من تدمير وقهر خاصة حين يتنكر المجتمع للضحية ويغض الطرف عن الجاني، لتجد الفتاة "سلمى" ملقاة في الشارع، حيث تضطر إلى التخلي عن رضيعها -ثمرة الاغتصاب- في سيارة أجرة خوفا على حياته، حيث يجده السائق -رشيد فارس- الذي عانى هو أيضا من تخلي والدته عنه في طفولته الشيء الذي يعيد إلى ذاكرته كل تلك الأحاسيس الأليمة، وهنا يقرّر السائق الاحتفاظ بالرضيع والبحث عن تلك الأم لا لشيء إلاّ لمعرفة سبب تخليها عن فلذة كبدها· كلّ ذلك قدّمته المخرجة -حسب المختصين المغربيين دائما- بأسلوب سلس حساس وذكي يعرض ولا يصدم بل يكشف ويعري ليدع المشاهد يأخذ موقفا مما يحدث أمامه على الشاشة، وهو ما يكشف حسبهم عن قدرة كبيرة على معالجة لدى المخرجة في تناولها لمثل هذه المواضيع وإدانة الممارسات الشاذة داخل المجتمعات·يذكر أنّ مهرجان السينما المتوسطية لتطوان، شهد عرض 84 فيلما طويلا وقصيرا، روائيا ووثائقيا، من بينها فيلم نادية شرابي "ما وراء المرآة" والفيلم الوثائقي "صوّر بالجزائر" لسليم أقار، ومن المنتظر أن يشارك فيلم نادية شرابي أيضا في مهرجان جنيف للفيلم الشرقي الذي تنطلق فعالياته اليوم بسويسرا، وكان مبرمجا أيضا للمشاركة في مهرجان "مونس" لكن المخرجة تراجعت في آخر لحظة بسبب استضافة المهرجان لإسرائيل كعضو شرف·