تعاني المواطنة (ف.ح) القاطنة بالحي القصديري لعين المالحة التابع لبلدية جسر قسنطينة من أزمة خانقة ومعاناة كبيرة ومأساة مؤلمة، فهي مطلقة وأم لثلاث بنات، تواجه كل متاعب ومصاعب الحياة لوحدها، فهي تعيش وضعية مزرية وقاهرة للغاية جعلت منها فريسة سهلة للحرمان والمرض.. تناشد (فاطمة الزهراء حمدة) وزارة التضامن النظر بشكل عاجل إلى حالتها الاجتماعية المتدهورة، فواحدة من بناتها تتخبط في رحم الإعاقة النفسية والجسدية مند ولادتها، وقدرت نسبة إعاقتها مائة بالمائة، فرغم عمرها الذي يناهز 23 سنة لكنها تظهر صاحبة 9 إلى 10 سنوات، والجدة هي الأخرى تعاني من إعاقة تامة، فالمواطنة تواجه كل متاعبها ومصائبها لوحدها، وتتحمل مسؤولية كل أفراد المنزل لوحدها، دون وجود أي راتب أو دخل شهري لها، وهي تتحمل مسؤولية المعاقتين من مصاريف الطبيب إلى مصاريف الدواء و النقل والحفاظات.. وفي حديثها مع (أخبار اليوم)، عبرت هذه السيدة عن حالة يأسها الكبير والتي بلغت نسبة كبيرة من القنوط والرغبة في الانتحار والتخلص من متاعب الحياة اليومية التي تلاحقها من مهدها إلى لحدها، إلا أنها لا تجد إلا الصبر كأنيس ملازم لألمها والرضا بقضاء الله وقدره، ومن خلال حكاية معاناتها سردت لنا نفس المتحدثة تفاصيل مؤلمة خادشة لكرامة الإنسان، فعند إصابة ابنتها بنوبات عصبية قوية تؤدي في غالب الأحيان إلى اختناقها، فأحيانا تأخذها مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى وأحيانا أخرى تحول دون ذلك، بعدها تبقى إما عشرة إلى خمسة عشر يوما في المستشفى أو تخرج إلى المنزل مباشرة. ضاعفت الظروف الصحية الكارثية التي تعيش فيها هذه العائلة من تدهور كل من صحة الجدة والحفيدة، حيث تسكن العائلة في الحي القصديري بعين المالحة المتواجد بببلدية جسر قسنطينة، فالرطوبة العالية تحاصرهم من كل جهة، وعن فصل الشتاء فحدث ولا حرج فالمياه تتسرب بشكل تدريجي إلى البيت القصديري، وهذا ما تسبب في انهيار أجزاء كبيرة من الكوخ، فالحياة التي تحيط بهذه العائلة لا تليق حتى بالبشر فما بالك بأسرة تحاصرها الإعاقة والأمراض المزمنة، وسط انعدام الكفيل والمعيل، وهذا ما يزيد من تدهور وضع البنت والجدة، لذا فهي لم تجد إلا أن تبعث بندائها العاجل إلى وزارة التضامن من أجل انتشالها من وحل المرض ومن محيط كارثي ساهم في تكالب الألم عليها وعلى أفراد أسرتها، فهي تطالب بسكن اجتماعي يوفر لها كرامتها والأمن وشروط صحية مقبولة كمواطنة جزائرية ويقلل من حدة معاناة المرأة وألم المعوقتين، وتردف أن مشاريع السكن التي ستطلق في الأحياء القصديرية، ومشروع تسليمها للمحتاجين في الأحياء القصديرية غير واضح ولا تظهر سوى بلبلات من هنا وهناك ولكن كمعلومات رسمية من بلدية جسر قسنطينة لم تظهر إلى الآن، وهي تطلب من كل القلوب الرحيمة والمؤمنة النظر إلى حالتها التي يندى الجبين لها، لعلها تطفئ النار التي التهمتها أو تنقص من حدة وآلام أفراد هذه العائلة الذين يعيشون في هذه الظروف غير المقبولة لا أخلاقيا ولا صحيا.