راح بعض أصحاب المحلات عبر العاصمة وضواحيها إلى احتلال الأرصفة التي باتت تملأها السلع من كل ناحية إلى حد تضييق الخناق على المارين الذين باتوا يستقلون الطريق بكل مشقة بسبب تلك السلع، وحتى أن بعض المواطنين صاروا يتعثرون ببعض السلع ويسقطون دون أن ننسى المنظر المشوه لتلك الأرصفة التي امتلأت بالخردوات من كل ناحية لذلك شرعت بعض بلديات العاصمة في إصدار تعليمات وأوامر بغية إخلاء تلك الأرصفة وهي كلها تصرفات وأوامر تصب في وعاء تبييض وجه العاصمة وتطهيرها وتسهيل تنقلات المواطنين عبرها. وكان غرض بعض أصحاب المحلات التشهير بسلعهم، وحتى المطاعم كانت هي الأخرى تحتل أجزاء من الأرصفة المخولة لمشي المترجلين باصطفاف آلات شي الدجاج وغيرها من المستلزمات الأخرى، وكانت العشوائية والفوضى ميزة بعض الأرصفة مما أزعج المتنقلين كونها ظاهرة غير قانونية، فالقانون يقر باستعمال مساحة المحل في الإشهار بالسلع وعرضها على الزبون لا السطو واحتلال أجزاء من المساحة المحاذية، وبالفعل تحوّلت إلى عادة لدى بعض التجار إلى حد الرمي بالمترجلين إلى الطريق ومزاحمة السيارات بعد أن أثقلت الأرصفة بمختلف السلع التابعة لمحلات تمارس أنشطة متنوعة، على غرار عرض المواد الغذائية والملابس والمطاعم وحتى الممارسين لنشاطات الحلاقة أضحوا يحتلون أجزاء من المساحات المقابلة لمحلاتهم، وهي الأمور التي لم يكن يتقبلها المواطنون كونها تمس أمنهم وسلامتهم وتلقي بهم إلى الطرقات الخاصة بالسيارات بسبب الاكتظاظ الذي تشهده الأرصفة الناجم عن تنقلات المارين، إلى جانب تلك السلع المنتشرة والتي أعاقت السير على الرصيف. جمعنا البعض من آراء المواطنين حول تلك الظاهرة التي أزعجتهم كثيرا، السيد فاتح قال إن اصطفاف السلع عبر الأرصفة هو أمر مزعج للغاية فبالإضافة إلى عرقلة حركة المتنقلين، اصطفاف السلع هو منظر يشوه الصورة العامة لشوارع وأزقة العاصمة وكبريات مدنها، لاسيما وأن بعض أصحاب المحلات تمادوا كثيرا في اصطفاف سلعهم وإخراجها كلها خارج المحل من أجل التشهير بها وجلب الزبائن حسبهم وهي طريقة غير حضارية للغاية تساهم في تشويه المنظر العام وإزعاج المتنقلين بل الدفع بهم إلى التهلكة مع احتمال إمكانية اصطدام الصغار وكبار السن بتلك السلع وسقوطهم المفاجئ لذلك وجب محاربة تلك الظواهر وإلزام التجار بإدخال سلعهم وإرجاعها إلى داخل المحلات كمكان طبيعي لها -يقول-. وهي نفس الآراء التي ترددت على أفواه المواطنين الذين ابتهجوا لشروع بعض بلديات الجزائر في حملة لتطهير الأرصفة من السلع التابعة لبعض المحلات على غرار بلدية بئر توتة التي تشهد عملية واسعة، إذ وجهت تعليمات إلى أصحاب المحلات من أجل إخلاء الأرصفة، والاعتماد على المساحة المخولة لهم في المحل من أجل عرض السلع على حسب ما أعلمنا به عون مساعد من بلدية بئر توتة، إذ قال إن الظاهرة تغلغلت كثيرا في البلدية مما أوجب على السلطات المحلية اتخاذ قرارات صارمة للحد من الظاهرة، ووجدنا أن بعض أصحاب المحلات تحججوا بضيق مساحة محلاتهم مما أجبرهم على إخراج السلع إلا أن القانون يخول لهم استعمال مساحة المحل لا أقل ولا أكثر ويمنع استعمال المساحة المحاذية للمحلات. كما أن الإجراءات وجدت تجاوبا من طرف أصحاب المحلات الذين تم إخطارهم بالأمر بحيث شرعوا في إخلاء الأرصفة. وتفاعل المواطنون مع القرار الذي نظف الأرصفة وأظهرها واسعة وخالية من السلع وحتى بعض النفايات التي تخلفها الأنشطة التجارية على مستوى الأرصفة.