بات استغلال بعض أصحاب المحلات لجزء من المساحة المحاذية للمحل ظاهرة شائعة على مستوى اغلب الأزقة والشوارع حتى تلك الشوارع التي تشهد حيوية على طول النهار، بحيث بات لا يتأخر بعض أصحاب المحلات على عرض سلعهم خارج المحل بغرض الإشهار لسلعهم وجذب الزبائن إلى محلاتهم، إلا أن تلك الظاهرة مساوئها تغلب ايجابياتها لاسيما وأنها تحدث على أرصفة مخصصة للراجلين، ومن شأن تلك السلع أن تزعجهم أثناء عبورهم من هناك، ولعل أن كثرة الطاولات الفوضوية هي من أجبرت هؤلاء التجار على انتهاج تلك السلوكات التي زادت الأمر تعقيدا فهل يُنتظر الآن وبعد القضاء على الأسواق الموازية أن تتحرر تلك الأرصفة وتخلص من تلك الظاهرة المشينة التي بات يتعذر بسببها العبور؟. فاستعمال المساحة المحاذية للمحل أصبح مكسباً ثميناً لأغلب المحلات ليس فقط بغرض عرض السلعة بل حتى لركن بعض الخردوات، ذلك ما يلاحظ كثيرا بمحاذاة مطاعم الأكل السريع حيث تقابلنا تلك الأفران وصناديق المشروبات الغازية.. إلى غيرها من المحلات التي أضحت تستغل تلك المساحة من اجل وضع بعض الحاجيات التي هي في غنى عن استعمالها، دون الأخذ بعين الاعتبار مسؤولية إزعاج المارة فكثيرا ما يتعرضون إلى السقوط من جراء تلك المستلزمات التي يتعثرون بها ناهيك عن الخسائر التي يتعرض إليها صاحب المحل في حالة ما إذا عرض سلعا سريعة التلف تبعا لطبيعة صنعها على غرار الزجاجية منها ومن شأن الارتطام بها أن يؤدي إلى تلفها وفي ذلك الوقت يسقط غضبه على المواطن البسيط الذي استعمل حقه في الطريق ليلقى ذلك الجزاء من المعتدي على حقه. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين الذين أظهروا غيظهم من ذلك لاسيما وان أصحاب تلك المحلات يرون أنهم يقومون بسلوك لا يخرج عن المنطق حسبهم دون أدنى اعتبار للإزعاج الذي يشكلونه للمارة، وان حدث أي طارئ فاللوم يقع على العابرين. قالت السيدة مروة: بعد القضاء على الأسواق الفوضوية ننتظر كذلك إلزام أصحاب المحلات بإدخال سلعهم إلى داخل المحل كون أن تلك الظاهرة تحمل العديد من المساوئ، فأين حق العابرين الذين ينزعجون كثيرا لتلك السلع؟ وقالت أنها مرة حدث وان اصطدمت ابنتها ببعض الألعاب التي كانت معروضة بالمساحة المحاذية لمدخل المحل فتبعثرت تلك اللعب وسارعت هي لحملها لتفاجأ بصاحب المحل وهو يخرج، ولم يتوان على لومها كونها لم تراقب ابنتها وكأن الأمر وقع داخل المحل وليس بطريق عام احتل هو مساحته بغير وجه حق، إلا أنها لم تتردد في إخباره انه ليس من حقه احتلال المساحة المحاذية للمحل بغرض عرض سلعه التي من الواجب أن لا تخرج عن حدود المحل، فأجابها انه "حر ويفعل ما يشاء". ناهيك عن الحوادث الأخرى التي أدت في العديد من المرات إلى مآسي بعد سقوط العابين وتعثرهم بمختلف المواد المعروضة من مواد بناء وأثاث... ولذلك وجب التنبيه أن هناك أرصفة أخرى تنتظر التحرر بعد الأسواق الموازية، وتتحرر من ورائها حركة المشاة التي قيدت طويلا.