تعتبر مادة الحليب من أهم المشروبات الرئيسية لدى معظم العائلات الجزائرية، فنظرا لفائدتها الكبيرة فإن أي غياب لها عن البيت سواء بالصباح أو حتى المساء يحدث حالة طوارئ عامة بين الأفراد مهما كانت أعمارهم، فالحليب لديهم هو ملح الحياة، وتختلف طرق شرب الحليب من فرد إلى آخر على الرغم من أن الطريقة الشائعة هي خلطه مع القهوة، والبعض قد يفضل شربه وحده أو حتى اللجوء إلى خلطه بالشاي، إلا أن الخطر الكبير يكمن هنا، أي في خلطه بالقهوة أو بالشاي.. فلقد كشفت دراسة ألمانية حديثة، أن إضافة الحليب إلي الشاي يمكن أن يقلل من مميزات الشاي الواقي من أمراض القلب. وأوضح الباحثون أن شرب الشاي يساعد حركة الشرايين بالتوسع والارتخاء مما يسمح بإبقاء ضغط الدم جيدا، وأن البروتينات التي يحتوي عليها الحليب والتي تدعي بالكازينات لها تأثير معاكس لتأثير الشاي. وقالت الباحثة في علم الأحياء والمشاركة في الدراسة الدكتورة (ماريو لورينز) إن احتساء الشاي يزيد بشكل واضح من قدرة الشرايين على الارتخاء والتمدد لاستيعاب تدفق أكبر للدم مقارنة بشرب المياه، لكن إضافة اللبن يمنع تماما هذا التأثير البيولوجي. في حين أظهرت نتائج الدراسة أن جزيئات في الشاي تدعى (كاتيشينز) تساعد على توسيع الشرايين بتوليدها مادة كيماوية تدعي أوكسيد النيتريك ولكن جزئيات الكازينات في الحليب تمنع الكاتيشينز من افتعال توليد أوكسيد النيتريك. وأكد الدكتور روبرت فوجيل بجامعة ميريلاند أن هذه الدراسة ترشد المرضى بعدم إضافة الحليب إلي الشاي الذي يعتبر من أهم مضادات الأكسدة، ويظهر ذلك بوضوح في البلدان التي تكثر من شرب الشاي مثل (بريطانيا) التي يستهلك فيها الشاي بصورة منتظمة مخلوطاً بالحليب. كما توصل علماء من جامعة بوردو بالولايات المتحدةالأمريكية، إلى أن إضافة عصائر الفواكه الحمضية كالليمون أو إضافة فيتامين (ج) للشاي الأخضر يؤدى لامتصاص كميات أكبر من مركبات (الكاتشين) المضادة للأكسدة بالجسم، إلا أنه يمكن تطبيقها على الشاي الأسود التقليدي بالرغم من كونه يحتوى على كميات أقل من مركبات (الكاتشين). ومن المعروف أن مركبات (الكاتشين) تقي الجسم من العديد من الأمراض، كالسرطان والأزمات القلبية والجلطات، ويحتوي الشاي الأخضر على أكبر نسبة من هذه المركبات، ولكن عند تناول الشاي فإن البيئة غير الحمضية للأمعاء تؤدى لعدم امتصاصه بكميات كبيرة. كما يؤكد العلماء احتواء الحليب على مواد مضادة للسرطان وأهمها الكالسيوم والرايبو فلافايين وفيتامين (أ) وفيتامين (ج) وفيتامين (د)، ومواد أخرى لم تعرف بعد. ومن جانبهم أوضح باحثون بجامعة (كنجز كوليدج) في لندن، أن الشاي لا يؤدي إلى زيادة الماء في الجسم فحسب، بل يقيه من أمراض القلب وبعض أنواع السرطان نتيجة لعناصر الفلافونويد الموجودة بالشاي. كما أشارت كاري راكستون، الباحثة في التغذية الصحية، وزملاؤها في فريق البحث، إلى أن الشاي يحتوي على الفلوريد الذي يحمي الأسنان. ومن جهة أخرى أكد الأطباء أن شرب القهوة مخلوطة بالحليب، يشكل ضررا بالكليتين عند التصفية وصعوبة بالهضم ذلك نتيجة اتحاد مادة الكافيين الموجودة بالقهوة مع مادة الكازائين الموجودة في الحليب. وبين هذا وذاك فإن الحليب سيظل المادة الأساسية لدى الجزائريين، إذ لا يمكنهم الاستغناء عنه مهما كانت الأحوال، فقد يستطيعون وقف زحف الكافيين إلا أن حاجتهم الماسة للكالسيوم تدفعهم دوما للبحث عن مادة الحليب التي تغني عن الكثير من الأغذية..