قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إنه مستعد للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة يكون حزب الله طرفا فيها باعتباره حزبا سياسيا، معبرا عن تفاؤله بتشكيل هذه الحكومة. وأوضح الحريري -في مقابلة مع رويترز على هامش انعقاد المحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري- أنه إيجابي في تشكيل حكومة مع حزب الله لأن ذلك يصب في صالح البلد واستقراره. وأشار إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع هذا الحزب الذي وجهت المحكمة اتهامات لأربعة من أعضائه بالضلوع في عملية اغتيال والده، لأن "مبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونحن نعرف أنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم". وأضاف الحريري "في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع تيار ميشال عون وأنصاره وآخرين، ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي أحد خارجا، لأن لبنان يمر بفترة صعبة، خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في قضية سوريا". وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطوط حمر في تشكيل الحكومة، قال إن (الخطوط الحمر تمليها احتياجات البلاد، ونحن نريد أن تستقر البلاد). وتحسم تصريحات الحريري الجدل الدائر في بيروت حول استعداده وحلفاءه للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله ما دام يقاتل إلى جانب النظام السوري. وتجري مفاوضات بين الفرقاء في لبنان لتشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا توزع الحقائب فيها على أساس ثمانية مقاعد لحزب الله وحلفائه، ومثلها للحريري وحلفائه، ومثلها لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام. وقال مصدر سياسي بارز على صلة بالقضية إن المفاوضات قطعت شوطا كبيرا، ويمكن أن تبصر الحكومة الجديدة النور هذا الشهر. وتجمدت المفاوضات في اليومين الماضيين بسبب متابعة الحريري وقائع جلسات المحكمة في لاهاي. يشار إلى أن حزب الله أطاح قبل ثلاث سنوات بحكومة وحدة وطنية بقيادة سعد الحريري بعد أن رفض الأخير قطع علاقات لبنان مع المحكمة التي تتحمل بيروت 49 بالمائة من تمويلها، وبعد أن بلغ التوتر ذروته بشأن قرب صدور لوائح اتهام من المحكمة لأعضاء في الحزب. وبعد وقت قصير على إسقاط حكومته واندلاع الأزمة في سوريا أوائل عام 2011، غادر الحريري لبنان خوفا على سلامته مع تصاعد العنف، وظل متنقلا ما بين فرنسا والسعودية.