قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءا من المستقبل السياسي في سوريا، وإن العالم لن يسمح له ب (خداعه) خلال مؤتمر (جنيف 2) القادم، مؤكدا أن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع أسس الانتقال السياسي في سوريا، واتهم النظام السوري بأنه (يحاول التضليل من خلال محاولة تحوير هدف) مؤتمر (جنيف 2). وأوضح كيري أن مؤتمر (جنيف 2) -الذي من المقرر أن ينطلق الأربعاء المقبل- يسعى إلى (تطبيق اتّفاق جنيف 1) الموقّع في جويلية 2012، والذي لم يتمّ تنفيذ بنوده التي تنص خصوصا على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وأضاف: (أعتقد أنه أصبح واضحا أنه لن يكون هناك حلّ سياسي ما لم يناقش الأسد انتقالا سياسيا، وإذا ظنّ أنه سيكون جزءا من هذا المستقبل فهذا لن يحدث)، وحذّر من أنه (إذا لم يفعل الأسد ذلك فإنه يفسح المجال أمام رد أقوى)، مكرّرا التأكيد على أن واشنطن لديها (خيارات) عدّة في التعاطي مع النزاع السوري (لزيادة الضغط وتغيير المعادلة). وكان الوزير الأمريكي يرد على سؤال من الصحفيين في واشنطن بشأن رسالة وجهتها الخارجية السورية إلى الأممالمتحدة وقالت فيها إنها تعتبر هدف مؤتمر (جنيف 2) محاربة (الإرهاب) وليس التباحث في (انتقال سياسي) للسلطة في سوريا. وسبق ل (كيري) وأن حض أعضاء الائتلاف على المشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، وقال إن المعارضة مطالبة باعتماد موقف إيجابي والمشاركة في المؤتمر، وأكّد أن المحادثات هي (الطريقة الوحيدة لوضع حد للحرب الأهلية التي أذكت نيران واحدةٍ من أشد الكوارث الإنسانية التي شهدها كوكب الأرض والتي غرست بذور التشدّد)، واعترف بأن المؤتمر (ليس نهاية المطاف وإنما بداية الطريق). تأتي تصريحات كيري في وقت تواصل فيه المعارضة السورية اجتماعا في إسطنبول لاتخاذ قرار بشأن إمكانية مشاركتها في مؤتمر (جنيف 2)، إذ لا تزال مكوّنات الائتلاف الوطني السوري المعارض منقسمة بشأن المشاركة فيه، رغم ترجيح مصادر عديدة ذهاب المعارضة نحو خيار المشاركة بسبب الضغوط الدولية وتكتيكات الميدان. وسبق أن هدد قرابة ثلث أعضاء الائتلاف بعدم تأييد المشاركة في المؤتمر، ممّا دفع قيادة الائتلاف إلى محاولة خفض النسبة اللاّزمة لدعم المحادثات. ونقلت (رويترز) عن رئيس المكتب العسكري في المجلس العسكري الأعلى جمال الورد قوله إن الأعضاء الرافضين للمشاركة يمثّلون القاعدة الأساسية للنشطاء والمقاتلين على الأرض، ومن ثَمّ فإن أي قرار بخصوص جنيف أو حتى أي شيء سيتقرر في جنيف لن يعني شيئا من دونهم. وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه قدم خطة لوقف إطلاق النّار في حلب كبرى المدن السورية، واشترط أن توفر روسيا ضمانات لالتزام المعارضة بذلك، وأكد أن هذا الإجراء سيتم تعميمه على مناطق أخرى في حال نجاحه بحلب. وأوضح المعلم -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بموسكو- أن دمشق موافقة (من حيث المبدأ) على مبادلة معتقلين في السجون السورية ب (مختطفين) لدى المعارضة المسلحة، وقال إن ذلك يجب أن يسبقه تبادل لقوائم المعتقلين لدى السلطات السورية و(المختطفين) لدى المعارضة المسلّحة. وبدوره، أكّد لافروف أن دمشق مستعدّة لاتّخاذ سلسة من الإجراءات الإنسانية ردّا على الدعوات التي أطلقتها الولايات المتّحدة وروسيا لوقف إطلاق للنّار مع اقتراب موعد مؤتمر (جنيف 2).