تواصل الأطراف الدولية مساعيها الدبلوماسية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية مع اقتراب موعد عقد مؤتمر السلام الدولي الثاني حول سوريا "جنيف 2" في ظل إرتفاع وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. وفي إطار التحضير لمؤتمر "جنيف 2" حول التسوية السياسية في سوريا الذي سيعقد في 22 يناير الحالي بمونترو السويسرية من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على مدى يومين بباريس وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا والأردن والمبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية اليوم أن لافروف سيشارك الاثنين في لقاء ثلاثي مع نظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي العربي والابراهيمي حيث من المقرر أن يجري أيضا مباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا وزعيم كتلة "المستقبل" في لبنان سعد الحريري ووزير خارجية الأردن ناصر الجودة. وسيعرف مؤتمر "جنيف 2" مشاركة وزيرا خارجية روسياوالولاياتالمتحدة ووفود من الصين وبريطانيا وفرنسا وحوالي 30 دولة أخرى إلى جانب ممثلي الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي. ولا تزال مسألة مشاركة إيران في المؤتمر موضوع نقاش سيطرح على جدول أعمال لقاء لافروف وكيري غدا الاثنين. وكانت الأممالمتحدة قد أعربت في وقت سابق عن أملها في أن يتوصل وزيرا خارجية روسيا الاتحادية والولاياتالمتحدة خلال المشاورات القادمة بين الجانبين إلى قرار بشأن إمكانية مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سورية"جنيف 2". تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر "جنيف 2 " يرمي إلى تحقيق الحل السياسي للصراع السوري عبر إبرام اتفاق شامل بين حكومة دمشق والمعارضة لضمان التنفيذ الكامل لإعلان جنيف الذي تم تبنيه عقب المؤتمر الدولي الأول حول القضية السورية في 30 جوان 2012 . مجموعة أصدقاء سوريا تبحث بباريس وثيقة تمنح ضمانات للمعارضة لحثها على المشاركة في مؤتمر "جنيف 2 " وكانت إجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري قد توصلت على مستوى السفراء في باريس إلى وثيقة سميت بوثيقة باريس ستعرض على الإجتماع الوزاري للمجموعة المقرر عقده في وقت لاحق اليوم بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا. وحسب مصادر إعلامية فإن الوثيقة التي وصفها الإئتلاف ب"المتقدمة جدا" تعطي ضمانات جزئية للمعارضة لحضها على المشاركة في مؤتمر السلام كما تنص الوثيقة على بحث موضوع انتقال السلطة في سوريا و الجرائم المرتكبة و الإشارة إلى معاقبة مرتكبيها. ومن المقرر أن تكثف مجموعة أصدقاء سوريا في باريس الضغوط لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر "جنيف2" في ظل تشكك بعض الفصائل في جدوى المشاركة. وتضم مجموعة "أصدقاء سوريا" المصغرة 11 دولة تدعم الائتلاف وهي: الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لصحيفة "الباريزيان" :"إن أردنا تلافي (الرئيس السوري بشار) الأسد من جهة و"القاعدة" من جهة أخرى ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة يجب دعم المعارضة المعتدلة" مشيرا إلى أنه سيترأس اجتماع الدول 11 "التي تشكل قلب الدعم للمعارضة المعتدلة". ورغم اجتماعه في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضي لم يحسم الائتلاف السوري المعارض أمر المشاركة في المؤتمر وأرجأ قراره في هذا الشأن إلى 17 يناير الجاري محذرا من إجراء أي شكل من أشكال التفاوض مع النظام السوري. وسبق أن عبر المجلس الوطني السوري -أبرز مكونات الائتلاف- عن رفضه المشاركة في "جنيف 2" مطالبا بضمانات بشأن تنحي الرئيس بشار الأسد. وأرجأ الائتلاف الوطني السوري اتخاذ قرار بشأن حضور مؤتمر جنيف 2 إلى 17 من الشهر الجاري بعد لقاءه مع مجموعة أصدقاء سوريا. وكان دبلوماسيون أمريكيون أعلنوا أول أمس الجمعة أن الولاياتالمتحدة تأمل إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر "جنيف 2". يأتي ذلك بينما طالب المشاركون في لقاء تشاوري للمعارضة السورية اختتم أمس في مدينة قرطبة بإسبانيا بتوحيد مواقف سائر مكونات المعارضة ومواجهة ما وصفت بالأخطاء التي أخرت انتصار الثورة. وأكدت جماعات المعارضة السورية في إعلان أصدرته في ختام اللقاء أن حلا سياسيا يجب أن يتضمن وضع نهاية لنظام الرئيس الأسد وتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة. وأضاف الإعلان أن موقف المعارضة مع اقتراب مؤتمر جنيف2 هو أن "الأعضاء الحاليين في النظام لا يمكن أن يلعبوا أي دور لا في الحكومة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا". الجيش السوري يبسط سيطرته الكاملة على مناطق بريف حلب وبعد اشتباكات عنيفة استمرت لثلاثة أيام على التوالي تمكن الجيش السوري أمس السبت من بسط سيطرته الكاملة على منطقة النقارين ومحيط تلة الشيخ يوسف بريف مدينة حلب الشرق. ويواصل الجيش السوري تقدمه باتجاه المنطقة الصناعية في الشيخ نجار حيث لا تزال تشهد اشتباكات في مدخل المنطقة الصناعية. وتعتبر السيطرة على منطقة الشيخ نجار في حال إتمامها بمثابة قطع لطريق الإمداد بين الأحياء الشرقية بالمدينة وريف المدينة الشمالي. ويأتي ذلك في وقت فرض تنظيم "داعش" سيطرته على قسم كبير من مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة شمال سوريا. وأفادت مصادر محلية بأن معارك عنيفة وقعت بين تنظيم "داعش" و"الجبهة الإسلامية" في محاولة من التنظيم للسيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا مشيرة إلى استخدام الطرفين أسلحة ثقيلة في المعارك.