الداخلية تستنفر 500 مجموعة قتالية دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى استعادة روح الثورة قبل أيام من الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير، وأقرت بأنها والتيارات الأخرى أخطأت في حق هذه الثورة، في الوقت نفسه، استنفرت السلطات أجهزتها الأمنية والعسكرية لذكرى الثورة، وحذرت من مغبة (إفسادها). وقالت الجماعة في بيان لها إن على ثوار الخامس والعشرين من يناير استعادة روح الثورة في الوحدة، وإنكار الذات حتى تحقيق أهدافها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بعد كسر الانقلاب ودحره، على حد تعبير البيان الذي حذر من الانخداع مرة أخرى بمحاولات العسكر إيقاع الفرقة والتنازع بين صفوف الثوار. وتعتزم الجماعة مع قوى سياسية أخرى ضمن التحالف الوطني لدعم الشرعية التظاهر في ذكرى الثورة هذا السبت رغم التحذيرات المتكررة الصادرة عن وزارة الداخلية، وكذلك عن وزير الدفاع عبد الفتاح السياسي. وفي البيان، أقرت جماعة الإخوان المسلمين بأنها أخطأت مع باقي التيارات، موضحة أنها أحسنت الظن بالمجلس العسكري الذي كان يخطط للوصول للسلطة، كما أحسنت الظن بعدالة القضاء وقدرته على القصاص للشهداء والقضاء على الفساد. وأشارت إلى وقوع أحداث جسام خلال ثلاث سنوات أسفرت حسب قولها عن وقوع انقلاب (يحكم الآن بالإرهاب والنار نتيجة لمؤامرات دولية وإقليمية ومحلية استغلت أخطاء الثوار). وقال بيان الجماعة إن الشعب، خاصة منه الشباب، أثبت من جديد وعيه وقاطع الاستفتاء. وفي موقف مماثل تقريبا، اعتذر حزب الوسط المصري عن أخطاء قال إنه وقع فيها، وحثّ جميع الثوار والقوى الثورة على التوحد لإسقاط ما سماه الحكم العسكري. في الأثناء، كشفت وزارة الداخلية المصرية عن خطة وصفتها بالشاملة لمواجهة ما سمته مخططات الإخوان المسلمين لاستغلال الحدث. ويشارك في الخطة 260 ألف عنصر أمن يتوزعون على 180 تشكيلا من الأمن المركزي و120 تشكيلا احتياطيا و500 مجموعة قتالية. وتتضمن الخطة نشر قوات لتأمين الميادين والمحاور الرئيسية، وفي مقدمتها ميدان التحرير، تحسبا لمظاهرات كبيرة في الذكرى الثالثة للثورة، فضلا عن تأمين السجون وأقسام الشرطة وتزويدها بكاميرات مراقبة. كما تشمل تأمين المنشآت الهامة والحيوية على مدار الساعة بالتنسيق مع الجيش، لضمان عدم محاولة البعض اقتحامها. وكان وزير الداخلية محمد إبراهيم قد حذر من محاولات قد تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين ل(إفساد) الاحتفالات بذكرى الثورة، وهدد بالتصدي لها ب (حسم وحزم وقوة وفقا للقانون). وتحدث إبراهيم أثناء حضوره تدريبات بكلية الشرطة بالقاهرة عن خطة استباقية للأجهزة الأمنية تشمل اعتقال (عناصر إرهابية)، في إشارة إلى قادة الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري. وقبل أيام فقط من الذكرى الثالثة للثورة، تزايدت الدعوات في الشارع إلى الاحتشاد في الميادين احتجاجا على ما يوصف بالحكم العسكري. وتظاهر مساء أول أمس مناهضون للانقلاب في حي المهندسين بالقاهرة بدعوة من تحالف دعم الشرعية، وأعلنوا اعتزامهم التظاهر في الذكرى الثالثة للثورة وفقا لشبكة رصد الإخبارية. وأحرق بعض المتظاهرين صورا لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ولافتات تتضمن عبارات تأييد له. وفي بورسعيد، تظاهر مؤيدو الشرعية أمام مسجد الحرمين في بورسعيد، مرددين هتافات تنادي بالاحتجاج في ذكرى الثورة. كما خرجت مظاهرة بعد صلاة العشاء من مسجد الشريعي في مدينة سمالوط بالمنيا جنوب مصر، دعا المشاركون فيها إلى التظاهر هذا السبت. وفي الشرقية، نظام شباب (الأولتراس) مظاهرة أمام مجلس مدينة الحسينية، دعا المشاركون فيها إلى الاستمرار في النهج السلمي. كما خرجت مسيرة في منطقة برج العرب بالإسكندرية مطالبة بدورها المصريين إلى التظاهر ضد الانقلاب في ذكرى الثورة. من جهة أخرى، أظهرت صور بثّها ناشطون اقتحام قوات الأمن جامعة المنصورة بالمدرعات واعتقال عدد من الطلاب بعد تفريق مظاهرة رافضة للانقلاب.