تقاطعت بصمات سحر الجنوب بالجزائر العميقة بكل تفاصيلها في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية الوادي الذي حط الرحال بدار الثقافة أحمد رضا حوحو بمدينة بسكرة حسب ما لوحظ. وارتسمت ملامح هذا التواصل الثقافي المتجدد جلية بين ولايتي الواديوبسكرة الواقعتين بالجنوب الشرقي للوطن في حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الذي طبعه استعراض في الهواء الطلق نشطته فرق فلكلورية منحدرة من منطقتي وادي سوف ووادي ريغ حيث تجاوب معه الجمهور الزيباني. وتواصلت تحت زخات المطر مراسم الحفل في فقرة موالية منه لكن من خلف جدران قاعة الفكر والأدب لذات المؤسسة الثقافية حيث تم أداء وصلات غنائية وموسيقية متنوعة لكوكبة من فناني الوادي عاصمة الألف قبة من ضمنهم سهيلة العلمي ومحمد الخامس زغدي وعبد الحميد شواكر، إلى جانب الفرقة الفنية التابعة لمؤسسة دار الثقافة بنفس الولاية. وافتتحت بالموازاة مع ذلك ببهو دار الثقافة لمدينة بسكرة سلسلة معارض إعلامية تعكس الزخم الثقافي والموروث الحضاري الأصيل لولاية الوادي في مجالات الصناعة التقليدية والفنون التشكيلية والمؤلفات الفكرية والأدبية. وتتميز هذه الفضاءات زيادة عن ذلك بعرض تشكيلات من الصور الفوتوغرافية للكثبان الرملية الذهبية وواحات نخيل من وادي ريغ ووادي سوف والسوق العتيقة لمدينة الوادي والأنسجة العمرانية العريقة ذات الطابع المعماري والهندسي الذي تطبعه القبة الذي استمدت منه الوادي تسميتها (عاصمة الألف قبة). وتندرج هذه التظاهرة التي مدت جسرا بين عاصمة الألف قبة وعاصمة الزيبان حسب ما عبر به محافظ المهرجان الثقافي المحلي للثقافات والفنون الشعبية لولاية الوادي محمد حامدي ضمن برنامج التبادل الثقافي بين الولايات بإشراف وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن الأطباق الثقافية التي أعدتها إدارة المهرجان أخذت في الحسبان أذواق الجمهور. ووفقا للمتحدث فإن الوفد الثقافي الضيف المتكون من 60 فردا سيقدم بمناسبة هذه التظاهرة باقة أخرى من الأنشطة منها قراءات شعرية لكل من بشير المثردي وبشير شوشاني وسهرات فنية لفرقة الخيام للبارود بالرباح وفرقة المزود بالمغير. ويحظى في مقابل ذلك ضيوف الزيبان بجولات استكشافية وسياحية عبر واحات سيدي عقبة مثلما أفاد به من جهته مدير دار الثقافة لولاية بسكرة محمد زموري.