يبدو أن قرار أساتذة الثانويات بشل المؤسسات التربوية غدا وبعد غد لا رجعة فيه، حيث أعلنت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني أمس الجمعة عن قرارها بالتمسك بإضراب يومي الأحد والاثنين المقبلين، مشيرة إلى أن لقاءها الأخير مع الوزارة الوصية (لم يسفر عن أي ملموس) بخصوص المطالب المرفوعة إليها. النقابة المذكورة أفادت في بيان لها أن مكتبها الوطني (قرر عقب اجتماعه بممثلي وزارة التربية الوطنية الأربعاء المنصرم التمسك بإضراب يومي 26 و27 جانفي 2014 القابل للتجديد وللتصعيد والذي كان قد أقره المجلس الوطني في دورته الأخيرة المنعقدة بتاريخ 11 جانفي الجاري). ودعا المكتب الوطني في هذا الصدد جميع الأساتذة إلى (عقد جمعيات عامة خلال اليوم الثاني من الإضراب لتحديد طبيعة وتوقيت الحركة الإحتجاجية التصعيدية). وأوضح التمثيل النقابي أن هذا القرار (تم اتخاذه بعد جلسة العمل التي جمعت أعضاء المكتب الوطني بممثلي الوصاية) وهو اللقاء الذي لم يسفر --حسب البيان-- عن (أي ملموس بخصوص مطالبنا المرفوعة حيث اكتفت الوصاية بوعود شفهية كالعادة). وكان الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سنابست) قد دعت إلى شن إضراب قبل أن ينضم المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كنابست) إلى هذه الحركة الاحتجاجية. وقد بررت النقابات نيتها في شن إضراب بسبب ما وصفته ب(الاختلالات) المتضمنة في القانون الاساسي الخاص و(عدم وفاء الوزارة الوزارة الوصية بوعودها). من جانبه، كان وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد قد أعلن عن لقاء يوم الأحد القادم بممثلي النقابات الذين هددوا بشن إضراب جديد في القطاع. وأكد أن دائرته الوزارية (تكفلت بكل مطالب) النقابات وأن المطالب التي ما زالت عالقة هي من (صلاحيات) وزارات أخرى، مذكرا بأن (أبواب وزارته تبقى مفتوحة) للحوار مع ممثلي الأساتذة وعمال آخرين للقطاع. وبعيدا عن التشنج الذي يشهده قطاعه، أعرب وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد عن " ارتياحه" لنوعية التعاون الجزائري-البريطاني في مجال التربية مبديا أمله في تعزيزه " ودفعه أكثر" وهذا خلال الزيارة التي قام بها الى لندن. وقد أكد الوزير على وجه الخصوص على البرنامج الجاري من أجل تكوين الاساتذة و لمفتشين في اللغة الانجليزية الذي تمت المبادرة به منذ سنتين بالتنسيق مع المركز الثقافي البريطاني مشيرا الى أن لقاءه مع المدير العام لهذه الهيئة قد سمح ببحث فرصة مواصلة وتعميق هذا البرنامج خلال السنوات الثلاثة القادمة. في هذا الصدد صرح السيد بابا أحمد أن (اللغة الانجليزية هي لغة انفتاح على العالم) مضيفا أن الأمر يتعلق بالنسبة للطالب والاستاذ الجزائريين ب(آداة تسمح بالاستفادة من أنواع كثيرة من الموارد ومراجع أوسع). كما أعرب الوزير عن ارتياحه للمحادثات التي أجراها مع الممثل الخاص للوزير الأول البريطاني المكلف بالشراكة مع الجزائر اللورد ريسبي حول الفرص الهامة التي يمنحها قطاع التربية للتعاون بين البلدين خارج تعليم اللغة الانجليزية. من جهة أخرى تطرق السيد بابا أحمد الى مشاركته في المنتدى العالمي حول التربية الذي انعقد من 20 الى 22 جانفي المنصرم بحضور قرابة مئة وزير مؤكدا على أهمية موضوع هذا اللقاء الذي تمثل في التفكير حول ( الاستراتيجيات الواجب اتباعها خلال العشرية المقبلة في مجال التربية من أجل الانتقال من نمط التعليم الكلاسيكي الى التعليم المرافق بوسائل رقمية). وقد وعد وزير التربية الوطنية مخاطبا ممثلي الجمعيات الثقافية ومدراء المدارس الخاصة بتعليم البرنامج الجزائري خلال حفل نظمه سفير الجزائر عمار عبة بتقديم كل المساعدة من طرف دائرته الوزارية بهدف السماح لأبناء الجالية بالحفاظ على الروابط الخاصة بالهوية مع بلدهم الأصلي. ومن جهته ركز سفير الجزائربلندن مداخلته حول التطور السريع للعلاقات الجزائرية-البريطانية التي كما قال (تطورت خلال السنوات الأخيرة من حيث النوعية والتنوع والحجم).