ما يزال المصريون وهم يحيون الذكرى الثالثة لثورة 25 جانفي 2011 -التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك- يتساءلون عما إذا كانت هذه الثورة قد حقّقت ما قامت من أجله أم أن نظام مبارك تمكّن من الالتفاف عليها وتحويلها إلى وسيلة لإخضاع الشعب المصري لسيطرته من جديد حتى وإن تبدّلت الوجوه وتغيّرت الأسماء. يعتقد كثير من المصريين -لا سيّما الشباب منهم- أن شيئا من أهداف ثورة جانفي لم يتحقق بعد، وأن الشيء اليسير الذي تحقّق على مدار السنوات الثلاث الماضية والمتمثّل في حرّية التعبير عن الرأي وحقّ التظاهر قد أطاح به قائد الجيش عبد الفتّاح السيسي بعد عزله الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 جويلية الماضي، فيما يرى آخرون أن الثورة حقّقت جزءا من أهدافها وإن لم تحقق كلّ ما قامت من أجله بسبب صراعات النخب السياسية. ويؤكّد عضو المكتب السياسي لحركة 6 أفريل محمد مصطفى أن الثورة قد سرقت، وأن كل من شارك فيها (وقع في فخ العسكر)، وأشار إلى أن المكاسب الضئيلة -التي حققتها الثورة والمتمثلة في حق التظاهر والتعبير عن الرأي- قد أطاحت بها سلطات ما بعد 3 جويلية 2013 التي اعتمدت القمع منهجا وحيدا في التعامل مع المعارضين، وحاصرت ميدان التحرير بالدبابات لمنع المتظاهرين من الدخول إليه، وتابع: (لو رجعنا بالذاكرة إلى ما بعد مارس 2011 فسنجد أن السيسي كان له دور بارز في قمع التظاهرات المناهضة لوزير الدفاع وقتها حسين طنطاوي، وما صاحبها من تعذيب وكشوف عذرية، مما يعني أنه كان ضد ثورة 25 جانفي منذ بدايتها). ويتّفق المتحدث باسم حملة مرشح الثورة وعضو تنسيقية 30 جوان عمرو بدر مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن قوى مختلفة سعت وتسعى لسرقة ثورة 25 جانفي منذ بدايتها، بدءا من مجلس طنطاوي وعنان ثم الإخوان، وانتهاء بما (نشهده حاليا من محاولات فلول مبارك ورجال أعماله وإعلامه للاستحواذ عليها تحت مسميات القضاء على الإرهاب ومحاربة العنف، وتتجلى هذه المحاولات في الدفع بالفريق السيسي لرئاسة البلاد). وأوضح بدر أن القوى الشبابية -التي كانت وقود الثورة وقوتها الضاربة- لم تحصل على شيء، كما لم يحصل المواطن على ما حلم به من عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية، ولفت إلى أن دولة مبارك لا تريد أن تترك مصر للمصريين أبدا، وأن السيسي نفسه أصبح شريكا في هذا، مؤكدا أن الرهان على القمع والعنف لا يجدي نفعا، لأن الشباب سينتصرون في نهاية المطاف مهما كانت التضحيات. في المقابل، يقول عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية إن الثورة تعطلت كثيرا في تحقيق أهدافها بسبب (ممارسات جماعة الإخوان المسلمين الإقصائية، إلا أن إقرار الدستور الجديد جاء بمثابة بداية حقيقية لتحقيق ما قامت من أجله الثورة)، وتابع (أن تفعيل مواد الدستور الجديد سيكفل الحرية والعدالة والكرامة لكل المصريين). وأوضح عطية أن ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة (لا يعني سيطرة نظام مبارك أو العسكر على الثورة لأنه سيصبح رئيسا مدنيا فور استقالته من منصبه كوزير للدفاع، كما أنه أكد عدم عودة نظام مبارك، وسيقدم برنامجا انتخابيا يحقق أهداف ثورة 25 جانفي حال ترشّحه للرئاسة). وفي السياق ذاته، يقول المتخصص في الثورات الدكتور محمد بدوي إن المصريين كانوا (يأملون في أن تحقق لهم ثورة جانفي الكثير، إلا أنها أثرت سلبا في المواطن العادي الذي بات يحلم بعودة أيام الرئيس المخلوع مبارك). وأضاف بدوي أن هناك محاولات قوية من نظام مبارك للسيطرة على الثورة والقضاء عليها إلا أنها لم تنجح بشكل كامل، مشيرا إلى أن القوات المسلحة انحازت إلى إرادة الشعب على مدار السنوات الثلاث الماضية، وأضاف إن تولي السيسي الرئاسة (قد يكون مفهوما ومقبولا في ظل الظروف التي تمر بها مصر والمنطقة، إلا أن هذا لا يعني القبول به كرئيس مدى الحياة لأن المصريين لن يقبلوا برئيس يحكمهم لأكثر من ثماني سنوات أيا كان دوره أو شعبيته). انفجاران في القاهرة صبيحة الذكرى الثالثة للثورة ميدانيا، وقع انفجار جديد في القاهرة، صباح أمس السبت، استهدف محيط معهد مندوبي الشرطة في حي عين شمس بالقاهرة، ما أسفر عن إصابة مواطن. كما وردت أنباء عاجلة عن سماع دوي انفجار ضخم في حي حدائق القبة بالعاصمة. وانتقل خبراء المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية إلى حي عين شمس لبحث ملابسات الحادث الأول، والتأكد من عدم وجود أي متفجرات أخرى. وأكد مصد أمني أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة أوقعت أضرارا مادية في الموقع، مشيرا إلى العثور على عبوتين ناسفتين لم تنفجرا بالموقع. وإلى ذلك، نفى مصدر مسؤول في وزارة الداخلية المصرية الأنباء عن إبطال مفعول قنبلتين، إحداهما شديدة الانفجار، في محافظة سوهاج (جنوب). "الشعب يريد إسقاط النظام" أولى هتافات مسيرات أنصار مرسي نظمت حركة (7 الصبح) المؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، صباح أمس السبت، مسيرتين بمدينة الإسكندرية (شمالا) للمطالبة بإسقاط النظام، وذلك تزامناً مع إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 جانفي 2011. وخرج المتظاهرون في مسيرتين إحداهما من منطقة (برج العرب) والأخرى ب (الهانوفيل) غربي الإسكندرية حاملين الأعلام المصرية، وإشارات رابعة العدوية. ورددوا هتافات، اشتهرت بها ثورة 25 جانفي، مثل (الشعب يريد إسقاط النظام)، (طول مانا عايش وفيا الروح طالما أنا حي حق الشهدا مش هيروح لن يضيع )، ( أيوة نعم هنرجع للميدان إيد واحدة زي مثل زمان)، بالإضافة إلى هتافات مناهضة للجيش والشرطة ومطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين منذ ثورة 25 جانفي وحتى الآن. وتعدّ تلك أولى مسيرات أنصار مرسي المعارضين للسلطات الحالية، والتي دعا إليها (التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب) خلال إحياء ذكرى 25 جانفي للمشاركة فيما أسماه (حراك الموجة الثورية الجديدة لاستكمال ثورة 25 جانفي التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك جنبا إلى جنب كل الأحرار ومناهضي الانقلاب الجدد)، على حد وصفه. وشهدت الساعات الأولى من صباح أمس السبت حالة من الاستنفار الأمني الشديد بكافة أقسام الشرطة والسجون ومديرية الأمن بمحافظة الاسكندرية، حيث تم إغلاق كافة الشوارع المحيطة والمؤدية إلى المنشأت الشرطية والأمنية، وتم تكثيف تواجد أفراد وجنود من قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى تمركز بعض الدبابات والمدرعات أمام الأقسام تحسّبا لأيّ أعمال عنف يمكن أن تحدث تزامنا مع إحياء الذكرى الثالثة للثورة. الداخلية تعلن عن اعتقال 237 إخواني من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط 237 شخصا ينتمون إلى جماعة (الإخوان المسلمين)، بينهم ليبيان، في عدد من المحافظات لصلتهم بما شهده يوم الجمعة من اشتباكات وتظاهرات. ونقل موقع (المصري ايلوم) عن وزارة الداخلية قولها إن الأجهزة الأمنية في عدد من المحافظات ألقت القبض على 237 شخص ينتمون إلى (الإخوان المسلمين)، وبينهم ليبيان، لاتّهامهم بمحاولة قطع الطرق وإثارة الشغب، والتعدي على الأهالي وترويعهم، وأضافت أن قوات الشرطة تمكنت من مواجهة تلك المحاولات والتصدّي لها وتفريق مسيرات (الإخوان)، وأكّدت أنه تم العثور على بندقية آلية، وبندقية خرطوش ومسدسات وطلقات حية وغيرها من الأسلحة والذخائر وكميات كبيرة من زجاجات (المولوتوف) والأسلحة البيضاء والألعاب النارية بحوزة بعض الموقوفين. وأشارت الداخلية إلى أنه تمت إصابة ضابط وثلاثة أفراد ومجندين بطلقات نارية وخرطوش، خلال القبض على المتهمين. وتم تحرير الإجراءات القانونية اللازمة وتولت النيابة العامة التحقيق. فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية عن ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات تظاهرات أنصار الأخوان المسلمين، إلى 14 قتيلا و77 مصابا بالقاهرة والمحافظات.