قرّرت لجنة التحقيق التي أوفدها اللّواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني بعد انتشار فيديو يظهر تهاون بعض أعوان أمن ولاية غرداية في تأدية مهامهم توقيف ثلاثة من موظّفي الشرطة عن العمل مع إحالتهم على الجهات القضائية. حسب بيان لخلية الإعلام بالمديرية العامّة للأمن الوطني، تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، فإن اللّجنة (أنهت تحرّياتها، وأن التحقيق أفضى إلى قرار توقيف ثلاثة من موظّفي الشرطة عن العمل مع إحالتهم على الجهات القضائية). وأوضح نفس المصدر أن هذا (التصرّف فردي ولا يمتّ بصلة إلى جهاز الشرطة)، معتبرا في نفس الوقت (أن بعض المشاهد كانت تصرّفا فرديا لا يعبّر إطلاقا عن رؤية وواقع جهاز الشرطة واحترامه للقانون وتقديره لحقوق الانسان، وهو ما تؤكّد عليه باستمرار قيادة المديرية العامّة). وأشار ذات المصدر إلى أن (الموقع الالكتروني للمديرية العامّة للأمن الوطني لا يزال يستقبل باستمرار إشادات بعض الجمعيات والأفراد بخصوص تضحيات رجال الشرطة أثناء تنفيذهم لعمليات الحفاظ على أمن المواطن وحماية الممتلكات). وأضاف البيان أن (الإشادات تضمّنت تثمينا لسرعة الاستجابة في مباشرة التحقيقات، والتي كرّست على أرض الواقع مبدأ كرامة المواطن خطّ أحمر لا يمكن تجاوزه). للإشارة، فقد وورى الثرى يوم السبت الضحّية الثاني في فتنة غرداية الثانية الشابّ الحاج سعيد خالد، في مقبرة الشيخ (بابا السعد)، والذي قضى خمسة أيّام في الإنعاش متأثّرا بالإصابات التي تلقّاها على يد مجهولين يوم الأحد الماضي. ومن جانب آخر، عادت الفتنة لتلقي بظلالها من جديد على مدينة بريان، في الوقت الذي تحوّلت فيه غرداية إلى مدينة أشباح بسبب تخوّف المواطنين من تداعيات الفتنة. وأكّدت مصادر محلّية تجدّد اشتعال نار الفتنة في مدينة بريان، وأشارت بعض المصادر إلى أن سبب اندلاع الاشتباكات هناك كان إقدام مجموعة من الملثّمين على حرق سيّارة خاصّة ومملوكة لأحد الأشخاص باستعمال الزجاجات الحارقة، وذلك بحي (صرعاف) المحاذي للطريق الوطني. كما تعرّضت خمسة محلاّت لأعمال حرق عقب اندلاع مناوشات في صبيحة يوم السبت بين مجموعات من شباب مدينة بريان بولاية غرداية (45 كلم عن عاصمة الولاية). وقد تخلّلت هذه المناوشات تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في خمسة محلاّت تجارية، حيث تسبّبت الوضعية في شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني (1)، ممّا عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. وبدا واضحا ما خلّفته أعمال تخريب ونهب وتحطيم للتجهيزات الحضرية والأرصفة، والتي تعكس مشاهد من الخراب الذي تعرّضت له مدينة بريان. ولمواجهة هذه الوضعية تدخّلت قوات حفظ النّظام العمومي مدعومة بقوات من ولايات مجاورة لتفريق المتنازعين واستعادة النّظام والأمن بهذه المدينة التي يسودها في هذه الآونة الهدوء.