وورى الثرى صبيحة أمس السبت الضحية الثاني في فتنة غرداية الثانية الشابّ الحاجّ سعيد خالد في مقبرة الشيخ (بابا السعد)، والذي قضى خمسة أيّام في الإنعاش متأثّرا بالإصابات التي تلقّاها على يد مجهولين يوم الأحد الماضي. ومن جانب آخر، عادت الفتنة لتلقي بظلالها من جديد على مدينة بريان، في الوقت الذي تحوّلت فيه غرداية إلى مدينة أشباح بسبب تخوّف المواطنين من تداعيات الفتنة. الضحية الثانية للفتنة المتجددة بغرداية خالد الذي شيّعت جنازته أمس في أجواء حزينة أبصر نور الحياة بغرداية يوم 16 أكتوبر 1978، متزوّج وأب لابنين، عمر الأوّل 5 سنوتت أمّا الثاني فيبلغ عاما وأربعة أشهر، وهو آخر عنقود بين إخوته، كان بارّا بوالديه وحظي بدعوات خيرهما، شهد له معاشروه بالخير وكان مثالا في التعقّل وترشيد الشباب وضبط حماسهم. كما يعتبر خالد هو ثاني ضحية من العائلة نفسها التي فقدت ابنها البكر المدعو الشيخ ضمن عداد ضحايا الإرهاب، حيث اغتيل من قِبل الجماعات الإرهابية عام 1996 بمدينة الجلفة، وبذلك تفقد أم خالد وأحمد ابنين لها في أعمال عنف وأحداث استثنائية عاشها ويعيشها الوطن الجزائري. من جانب آخر، أكّدت مصادر محلية تجدّد اشتعال نار الفتنة بمدية بريان، وأشارت بعض المصادر إلى أن سبب اندلاع الاشتباكات في بريان صبيحة أمس كان سببه إقدام مجموعة من الملثّمين على حرق سيّارة خاصة ومملوكة لأحد الأشخاص باستعمال الزجاجات الحارقة، وذلك بحي صرعاف المحاذي للطريق الوطني. تعرضت خمسة محلات لأعمال حرق عقب اندلاع مناوشات في صبيحة أمس السبت بين مجموعات من شباب مدينة بريان بولاية غرداية (45 كلم عن عاصمة الولاية). وقد تخلّلت هذه المناوشات تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في خمسة محلات تجارية، حيث تسببت الوضعية في شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني (1)، مما عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. وبدا واضحا ما خلفته أعمال تخريب ونهب وتحطيم للتجهيزات الحضرية والأرصفة، والتي تعكس مشاهد من الخراب الذي تعرضت له مدينة بريان. ولمواجهة هذه الوضعية تدخلت قوات حفظ النظام العمومي مدعومة بقوات من ولايات مجاورة لتفريق المتنازعين واستعادة النظام والأمن بهذه المدينة التي يسودها في هذه الآونة الهدوء. وذكر شهود عيان اتصلت بهم (وأج) بعين المكان بأن هذه المناوشات قد اندلعت إثر رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة لسيارة مما تسبب في إصابة سائقها بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الوجه والذي تم نقله إلى مستشفى مدينة غرداية، حسب مصدر طبي. وحسب شهود عيان فإن المشتبكين استعملوا (المولوتوف) في خضم الاشتباك. من جانب آخر، تقرّر تأجيل الامتحانات في جامعة غرداية إلى يوم الأحد 02 فيفري بعد الإضراب الذي شلّ به الطلبة الجامعة.