أعلن رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية عزّ الدين ميهوبي أمس الثلاثاء عن مشروع جائزة لأحسن عمل أو بحث في التاريخ الثقافي تحمل اسم الرّاحل أبو القاسم سعد اللّه. أكّد ميهوبي خلال ندوة تكريمية ل (أبي القاسم سعد اللّه) أن مشروع الجائزة جاء بمبادرة من وزارة الثقافة وهو الآن موجود على مستوى الأمانة العامّة للحكومة في انتظار المصادقة عليه وإطلاقها قريبا. وركّز الباحث قدور عمران على الشقّ الأدبي في حياة الرجل وأهمّ منجزاته في الشعر والسرد والدراسات، بينما أشاد عثمان سعدي -رئيس جمعية الدفاع عن اللّغة العربية- بمواقفه ودوره في ترقية اللّغة العربية. أمّا الصحفي المهتمّ بالتاريخ محمد عباس فقد ذكّر بشهرة الفقيد عالميا، معتبرا أن مكتبات العالم كلّها تعرفه. وشهدت قاعة (محمد بوراس) بالمتحف الوطني للمجاهد احتفالية (الوفاء والعرفان) تخليدا للمؤرّخ الرّاحل بحضور عدّة وجوه ثقافية وزملاء ورفاق المحتفى بذكراه، حيث تداولوا على المنصّة لإلقاء شهاداتهم. كما تمّ تكريم عائلة الفقيد من خلال ابنه الذي عبّر عن امتنانه بالمبادرة، واعتبر الدكتور جمال فنان (رفيق الرّاحل) أن سعد اللّه من (أصدق رجال) هذا الوطن ومن مؤسسي فرع الدراسات التاريخية بجامعة الجزائر، مذكّرا بأنه تخرّج على يديه العشرات من الأكاديميين. وأقام المجلس الأعلى للّغة العربية ندوة فكرية على روح الفقيد الجزائري شيخ المؤرّخين الرّاحل أبي القاسم سعد اللّه، وجاءت الندوة تحت رعاية رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة وتحت إشراف رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية عزّ الدين ميهوبي التي شهدت حضورا مميّزا لشخصيات فكرية، رئيسية ورسمية من أبرزها وزيرة الثقافة خليدة تومي. وأجمع المشاركون في الندوة المنظّمة تحت عنوان شيخ المؤرخين على الدور البارز والأثر الكبير للرّاحل أبي القاسم سعد اللّه في مسار الفكر الجزائري الحديث، وأكّدوا أن فقيد الجزائر ترك مؤلّفات ثرية جدّا تشهد على جودة فكره وعظمة عطائه. وأشاد عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللّغة العربية بخصال الرّاحل أبي القاسم أنه كان مناضلا في سبيل اللّغة العربية وكان يرى أنه لا توجد دولة لها سيادة في غياب مفتاح الهوية الوطنية اللغة العربية. وأخيرا قدّمت الشاعرة البرعمة هاجر صحراوي شعرا ترثي فيه الرّاحل سعد اللّه، وهي التي بدأت الشعر في السنة الأولى متوسط وقد ساعدتها الأستاذة بشلوح وأفراد العائلة. للإشارة، فقد شهدت الندوة حضورا كبيرا أبرزهم وزيرة الثقافة خليدة تومي، رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية عزّ الدين ميهوبي ومستاشرو رئيس الجمهورية، إضافة إلى السفراء والوزراء وممثّلي عائلة الفقيد والعلماء وممثّلي الإعلام. ويذكر أن أبا القاسم سعد اللّه توفي في 14 ديسمبر 2013 عن عمر 83 سنة قضّاها متنقّلا بين جامعات الجزائر ودول أخرى، وقد ترك عددا مُهما من المؤلّفات في مختلف المجالات على رأسها كتابه الشهير (تاريخ الجزائر الثقافي).