برمجت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف أخطر شبكة دولية تحترف تزوير الوثائق الإدارية والرّسمية لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزائر لتسهيل تحرّكاتهم، حيث ضبطت مصالح الأمن في منزل المتّهم الرئيسي (ب.م) بطاقتي تعريف تخصّان إرهابيين مبحوث عنهما، إلى جانب أغراض أخرى تابعة للجماعات الإرهابية. سيكشف الملف الذي يتابع فيه 22 متّهما بجناية الانخراط في جماعة إرهابية والتزوير واستعمال المزوّر، تكوين جماعة أشرار، تقليد أختام الدولة وحمل سلاح والتزوير في هياكل السيّارات لجوء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحت قيادة عبد المالك درودكال إلى شبكات التزوير الدولية المحترفة وسرقة السيّارات الفخمة، إلى جانب استعمال العناصر الإرهابية أختام الدولة خلال تنقّلاتهم الميدانية وتقليد أختام هامّة لمؤسسات حسّاسة في الدولة، أبرزها وزارة الدفاع الوطني، المديرية العامّة للأمن الوطني، وزارة العدل وعدّة هيئات رسمية أخرى. حيث ثبت حسب ما جاء في قرار إحالة المتّهمين على العدالة حجز بطاقتي تعريف وبطاقة رمادية خاصّة بثلاثة إرهابيين ينتمون إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويتعلّق الأمر بكلّ من الإرهابي (ز. رابح)، (ع. محمد) و(ب. بغداد)، إضافة إلى محجوزات أخرى نسبت إلى الجماعات الإرهابية من بينها وثائق مزوّرة تسمح بتنقّل الإرهابيين الأجانب. وقد تمكّنت مصالح الأمن أثناء عمليات تفتيش منزل المتّهم الرئيسي (ب.م) من حجز عدّة أختام مزوّرة من بينها ختم دائري خاص بالأمن الوطني الحضري بالمرادية، والذي صرّح بخصوصه أثناء التحقيق بأنه قام باستنساخه واحتفظ به على مستوى جهاز الكمبيوتر لاستعماله في أيّ تصريح ضياع. كما تمّ العثور أيضا على ختم دائري لوزارة الدفاع الوطني خاص بالجيش الوطني الشعبي مديرية المستخدمين، والذي يتمّ استخدامه في حال توفّر طلب على أيّ نسخة خالية بالمؤسسة. كما تمّ في السياق نفسه حجز ختم خاص بوزارة العدل تابع لمجلس قضاء المدية، حيث استعمل في عدّة عمليات تزوير حسب تصريحات المتّهم، إضافة إلى استخدامه الختم الخاص بدائرة بئر مراد رايس والذي يحمل عبارة (عن الوزير وبتفويض من رئيس دائرة بئر مراد رايس)، زيادة على عثور أعوان الأمن على شهادتي ميلاد مختومتين بختم وزارة الخارجية وسبع بطاقات رمادية خاصّة بعدّة سيّارات تمّ تزوير أرقام هياكلها، فيما تمّ حجز في منزل ذراعه الأيمن المدعو (السبتي) أختام مختلفة لعدّة هيئات رسمية. وتوصّلت التحرّيات إلى أن العصابة كانت تنشط عبر عدّة ولايات بالوطن بداية من العاصمة ووصولا إلى الغرب الجزائري، وكانت مهمّتها الرئيسية القيام بسرقة السيّارات وتزوير لوحاتها وتغيير ترقيمها التسلسلي بسيّارة أخرى مشابهة تكون غير صالحة للاستعمال، حيث يتمّ بيعها في أسواق التجزئة أو قطع الغيار.