من أهم مساجد مدينة قسنطينة بالجزائر، بناه الباي حسن بن حسين الملقب ب: بوحنك، الذي تولى حكم قسنطينة من عام 1736م إلى 1754م، وكان بناؤه في عام 1743م كما تدل عليه كتابة الرخامة الموجودة فوق باب مدخل بيت الصلاة. يسمى الجامع الأخضر بالجامع الأعظم، وهو يقع بحي الجزارين قرب رحبة الصوف، ولا تزال تقام فيه الصلاة، وبعض دروس الوعظ والإرشاد، أما عهد ازدهاره الذي بلغت سمعته خارج الحدود، فكان في زمن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي حفظت للأمة دينها وهويتها طيلة فترة الاستعمار. حيث قام الشيخ عبد الحميد ابن باديس فيه بالتدريس وتفسير القرآن لمدة 25 سنة، كما اتخذه مدرسة لتكوين القادة، وإعداد النخبة التي حملت مشعل الإصلاح، وأخذت بيد الأمة تعلمها دينها، وتصحح عقائدها، وتوحد صفوفها ضد الاستعمار. فقد كان الشيخ ابن باديس يقدم دروسا للمبتدئين في التعليم الشرعي، الذين بلغ عددهم في كل من الجامع الأخضر ومسجد سيدي قموش 200 طالبا. أما حاليا فالمسجد يعطي لحي السويقة بقسنطينة مسحة من هيبة التاريخ، لذلك يفضله السكان على باقي المساجد الجديدة، كما يرتبطون بدروسه وبنشاطاته الدينية والثقافية المنتقاة بعناية.