انسداد المجاري، وتحول الأحياء والطرقات والشوارع إلى بحيرات ومستنقعات بسبب ذلك مشكل نطرحه مع دخول كل موسم شتاء، ومشكل تشد له القلوب وتبلغ الحناجر، بالنسبة للمواطنين الذين عايشوا النتائج الكارثية المترتبة عن انسداد هذه المجاري أو البالوعات المتواجدة بأغلب الطرقات والشوارع، كما أنها تعيد إلى الأذهان بصورة كبيرة فيضانات باب الوادي التي لا زالت الشواهد والتسجيلات عنها موجودة إلى اليوم، والتي كان انسداد المجاري والبالوعات واحدا من أهم أسبابها، مع ذلك فان الأمور غالبا ما يتم حلها عندما تتفاقم، وعندما تتحول الطرقات الواسعة إلى بحيرات ومستنقعات، يصعب فيها على السيارات وعلى الراجلين المشي أو التحرك، وتبدأ خلالها مختلف المصالح البليدة بأي منطقة في العاصمة بإخراج شاحناتها وإرسال أعوانها للقيام بعمليات تسريح ودفع المياه وتخليص المجاري من الأوساخ والتربة والحجارة وغيرها من الأشياء التي تسببت في سدها، ومنعت المياه من التسرب إليها بسهولة. ولعل الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال اليومين الأخيرين، قد كشفت من جديد عن هذه العيوب، خاصة وأنها تسببت كالعادة في اختناق الطرقات، وفي تحويل الطرقات والممرات إلى مستنقعات مائية يصل الماء فيها إلى ما فوق القدمين، فيغرق فيها الراجلون، وتعجز حتى السيارات عن المرور فيها، كما أنها تتسبب في كوارث حقيقية أثناء تسربها إلى داخل المنازل، بالنسبة للعائلات التي تقطن في مستوى واحد مع الرصيف، سواء بأقبية العمارات، أو بالمساكن الأرضية، هذا دون الحديث عن تسرب المياه إلى البيوت الفوضوية، والى المحلات التجارية، وكل المساكن المتوادة في مستوى واحد أو أسفل من الشارع، فتتحول الأمطار عندها من نعمة إلى نقمة، ومن خير ينتظره الكثيرون ويستبشرون بقدومه، إلى حالة رعب يدعو الجميع أن تمر عليهم بسلام. وعلى مستوى بعض الأحياء بجسر قسنطينة وعين النعجة، فإن الأمطار الغزيرة التي تساقطت ليلة الأحد الماضي، قد حولت الكثير من الطرقات إلى مساحات مائية كبيرة، وأعاقت سير الكثير من السيارات، كما منعت عدداً من الراجلين الخروج من منازلهم، وهو ما أجبر عدداً من التلاميذ إلى مقاطعة مقاعد الدراسة، واضطر عدداً من العمال والموظفين إلى التأخر عن مقرات عملهم، كما انه دفع بالسكان في المناطق التي شهدت هذه الوضعية إلى التضامن فيما بينهم لإيجاد حل لذلك وتسريح تلك المجاري بأنفسهم بالاستنجاد ببعض الأسلاك المعدنية الكبيرة، بانتظار وصول المصالح البلدية، التي وجدت صعوبة كبيرة في القيام بعملها، فيما قال الكثير من المواطنين انه عمل لا ينتظر القيام به في اللحظات الأخيرة، وإنما ينبغي التأكد من خلو المجاري والبالوعات من كافة الأشياء التي قد تعيق تسرب المياه فيها بشكل عادي وطبيعية خلال فصل الصيف، وليس عندما تقع الكارثة في فصل الشتاء، حيث على مصالح النظافة التابعة لكل بلدية تنظيف هذه المجاري والقنوات الفرعية التي تصب في القناة الرئيسية المغطاة، قبيل موسم تساقط الأمطار.