الجار قبل الدار.. هي مقولة شاعت في أوساط مجتمعنا إلا أننا لا نجدها مطبقة في أرض الواقع وما يؤكِّد ذلك هي القضايا التي امتلأت بها المحاكم بسبب المشاكل المشتعلة فيما بين الجيران وقد تكون لأتفه الأسباب وتفرز مواقف يندى لها الجبين يتجرع مرارتها الطرفُ المتضرر وغالبا ما تطورت تلك النزاعات إلى التعارك باستعمال الوسائل الحادة وحسب ما استقيناه من حقائق أن اغلب تلك القضايا تعود إلى النزاعات الخفيفة فيما بين النسوة بسبب الأطفال أو حتى الغيرة التي تكون فيما بينهن والتي تؤدي إلى إشراك الرجال في تلك القضايا. أصبحت الضغينة المشتعلة في بين الجيران طابوها في مجتمعنا بسبب عدم احتمال الجوار فيما بين بعضهم البعض، وكثيراً ما وصلت تلك القضايا إلى أبواب المحاكم بعد أن فشلت كل السبل الودية لحلها مما ألزم الطرف المتضرر بالتبليغ، وفي بعض الأحيان يكون هو من جنى على جاره تطبيقا للمثل الشائع في مجتمعنا "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" غاية هؤلاء توصيل البعض وتلطيخ سمعتهم بجرهم إلى أبواب المحاكم. ذلك ما يتجرعه البعض من جيرانهم الأولى بحفظ وصون عرضهم، وعادة ما تقابلت عائلتان في المحكمة بسبب الحرب القائمة بين أفرادها من اصغر إلى اكبر فرد والمظهر الذي يظهرون به يبين مدى العداوة والضغينة التي تميز العلاقة بين هؤلاء الجيران ذلك ما يقرأ من ملامحهم. التقينا بنسوة ضقن ذرعا بالتصرفات الصادرة عن جاراتهن والتي أرجعها البعض إلى الغيرة التي تميز بعضهن فتنقلب إلى تلك الممارسات المشينة التي يتجرعها الطرف المتضرر، ومنها ما أدت إلى أزمات نفسية بفعل بما يصدر عن بعض الجيران من سلوكات سلبية لا تليق بمن في مقامهم، وقالت إحدى السيدات أنها كثيرا ما عانت من سلوكات وتصرفات جارتها التي تقابلها في السكن وكثيرا ما تتحين لها الفرص لإطلاق سلوكاتها الجنونية نحوها ووصلت بها الجرأة حتى إلى وضع النفايات أمام بيتها بغرض استفزازها، وكثيرا ما غفلت عن تلك الأمور لتفادي المناوشات معها والتي عادة ما يقتحمها الرجال بفعل ما يصدر عنها من تصرفات شيطانية مما حطم محدثتنا معنوياً ودفعها إلى المداومة لدى طبيب نفساني بفعل الضغوط الصادرة عن جارتها التي لا تجد أي داع يدفعها إلى القيام بتلك السلوكات المتدنية التي تجرعت مرارتها، ولم يسلم حتى أطفالها من أذى تلك الجارة التي حرمت عنهم الخروج من منزلهم، وعلى الرغم من الشكاوي المتعددة المودعة لدى الأمن إلا أن ذلك لم يوقفها عن إيذائها وأصبحت هي شغلها الشاغل وكثيرا ما فكرت محدثتنا في تغيير مكان الإقامة لو كان ذلك الأمر بيدها، وهي كثيرا ما تدعو لها بالهداية لكي تستريح من تصرفاتها التي فاقت كل الأطر المعقولة. سيدة أخرى تتجرع نفس المأساة من جارتها القاطنة بالطابق السفلي التي كثيرا ما استفزتها من اجل التعارك معها وكانت تتحين الفرص للشجار معها ولم تسلم حتى ألبستها ومفروشاتها من أذى تلك الجارة الماكرة على حد قولها، والشيء المحير الذي أطلعتنا به محدثتنا أنها هي من تسبقها إلى مراكز الأمن حجتها في ذلك هو تلطيخ سمعتها، ذلك ما تتفوه به مرارا وتكرارا وقالت أنها كثيرا ما احتملتها خوفاً من تطور الأمور واقتحام الرجال لتلك النزاعات التي عادة ما تختلقها لأسباب تافهة بسبب قطرة ماء أو حركة عفوية صدرت دون قصد من طفل صغير.