التلاميذ يرفضون الوتيرة "المكثفة" لاستدراك الدروس الضائعة توقع كثيرون أن تنفرج الأوضاع نهائيا بالمدرسة الجزائرية بعد قرار نقابات قطاع التربية وقف إضرابها والعودة إلى التدريس، ولكن التلاميذ أخلطوا حسابات الوزارة والمتتبعين مجددا، حين رفض عدد غير قليل منهم، أمس، العودة إلى مقاعدهم في الأقسام، تعبيرا منهم عن رفضهم للوتيرة (المكثفة) لاستدراك الدروس الضائعة بعد نهاية إضراب أساتذتهم، لنكون أمام مشهد جديد من الانسداد.. تلاميذ كثيرون بمختلف ولايات القطر الوطني استجابوا للنداءات (الفايسبوكية) وقاطعوا الدراسة أمس الأحد، وبالعاصمة تجمع العشرات من طلبة الطور الثانوي بمقربة من ملحقة وزارة التربية بمحمد بلوزداد، للتعبير عن رفضهم لوتيرة الدراسة (المكثفة) التي برمجت لإستدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب الذي شهده القطاع. وأجمع الطلبة رفضهم للوتيرة المكثفة التي تستوجب الدراسة طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة بغرض استدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب. في هذا الشأن، قالت الطالبة زهرة (قسم علمي الثالثة ثانوي) (يستحيل علينا استدراك الدروس الضائعة خاصة منها العلمية في ظل كثافة وتيرة الدراسة، لكون الأستاذة يشرحون الجانب النظري من الدروس ويغفلون الجانب التطبيقي نظرا لضيق الوقت وإلزامية إتمام البرنامج الدراسي، مما يصعب استعاب الدروس لاسيما منها العلمية التي تقتضي تمارين تطبيقية). من جانبه، أعرب الطالب محمد عن إستيائه من نتيجة الإضراب الذي يستوجب استدراك الحصص الضائعة في (وقت قياسي) وقال (نحن لم نضرب ولكن اليوم ندفع الثمن، ولهذا لا نريد أن نكون ضحية هذا الإضراب الذي حرمنا من حقنا في استعاب الدروس في ظل غياب فترة للراحة حيث سيتم استغلال الأسبوع الأول من العطلة الربيعية). أما الطالبة فتيحة، فدعت إلى تحديد العتبة من أجل (مساعدة الطلبة على الأقل في هذا الظرف (كمحاولة) لتخفيف من الضغط النفسي الذي سببه هذا الإضراب الذي (لم يكن الطالب فيه طرفا بل أصبح ضحية). من جانبها، أكدت المكلفة بالإتصال على مستوى الوزارة قاسمية ذهبية، أنه تم استدعاء وفد من الطلبة المحتجين من طرف ممثلي الوزارة لمناقشة مطالبهم وشرح طريقة استدراك الدروس الضائعة. وعلى غرار كثير من الولايات، توقف صبيحة أمس الأحد التلاميذ بالعديد من مؤسسات التعليم الثانوي بولاية المدية عن الدراسة احتجاجا على القرار المتعلق بتأجيل عطلة الربيع واستخلاف الدروس الضائعة عقب إضراب الأساتذة الأخير. وتجمع مئات التلاميذ التابعين لثانويات (بوزيان) و(زرواق) و(بن شنب) أمام مقر مديرية التربية قبل تنظيم مسيرة عفوية عبر الشوارع الرئيسية بوسط مدينة المدية. ويطالب هؤلاء التلاميذ ب(ضرورة إشراكهم في كل قرار يهمهم)، مشيرين الى أن (معظم المؤسسات التي يزاولون دراستهم فيها لم تكن معنية بالإضراب الأخير. (وعبروا عن رفضهم لتحمل انعكاسات الإضراب الذي لم يشاركوا فيه وعزمهم على مواصلة مقاطعة الدروس في حالة تنفيذ هذا القرار). وكانت وزارة التربية الوطنية قد نصبت مؤخرا، لجنة مكونة من مختصين أوكلت إليها مهمة دراسة ( أفضل السبل) لاستدراك الدروس التي لم يتم تلقينها بسبب الإضرابات التي عرفها القطاع في الآونة الأخيرة. وستعكف هذه اللجنة على دراسة كيفية استدراك الدورس مع الأخذ في الحسبان مدى التدرج في الدروس على مستوى كل ولاية بل كل مؤسسة تربوية وعدم التسبب في إضطراب التلميذ في مساره الدراسي. وأشار نفس المصدر إلى أنه بعد (تفرغ اللجنة المنصبة من عملها سيتم إعداد منشور بناء على توصياتها ليرسل إلى كافة مديريات التربية التي ستعمل على تطبيقه ميدانيا). يذكر أن ثلاث نقابات في قطاع التربية قد دخلت في إضراب منذ أكثر من ثلاثة أسابيع للمطالبة بتعديل الاختلالات التي تضمنه القانون الأساسي لاسيما الشق المتعلق بالترقية والتكوين. وجاء قرار توقيف الرضراب إثر مفاوضات بين النقابات المعنية ومديرية الوظيف العمومي المخولة في النظر في مطالبها، حيث أفضت الاجتماعات إلى الموافقة شبه الكلية للائحة المطالب منها ترقية أساتذة الطورين الأول والثاني إلى أستاذ مكون وإدماج الأساتذة الآيلين للزوال.