تلاميذ الأقسام النهائية يطالبون بالعتبة ويرفضون تأخير العطلة أو الاستدراك المكثف قاطع أمس تلاميذ مختلف مؤسسات التعليم الثانوي، الدراسة في العديد من ولايات الوطن وخرجوا إلى الشارع أين قاموا بتنظيم تجمعات احتجاجية أمام مديريات التربية ومقار الولايات وكذا أمام مقر ملحقة وزارة التربية في الجزائر العاصمة، للتعبير عن رفضهم " التعويض المكثف للدروس الضائعة بسبب إضرابات الأساتذة"، إلى جانب رفضهم تأخير العطلة الربيعية أو التضحية بجزء منها من أجل استدراك التأخر في الدروس" كما طالبوا بالعتبة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية، مبدين رفضهم " دفع ثمن النزاع الذي تم بين وزارة التربية والأساتذة الذي دام قرابة الشهر". ففي الجزائر العاصمة تجمع أمس العشرات من طلبة الطور الثانوي القادمين من الثانويات القريبة الموجودة في أحياء القبة و المحمدية و بلوزداد وغيرها، قرب ملحقة وزارة التربية في حي العناصر ( رويسو ) للتعبير عن رفضهم لما عبروا عنه بوتيرة الدراسة المكثفة التي برمجت لاستدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب الذي شنه الأساتذة على مدى أربعة أسابيع. وعبر جميع الطلبة الذين التقيناهم في عين المكان عن رفضهم للوتيرة المكثفة التي تستوجب الدراسة طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة بغرض استدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب، " في ظل كثافة وتيرة الدراسة سيما في الفروع العلمية ". واعتبر العديد من الطلبة بأنه من الصعوبة بمكان استيعاب الدروس لاسيما منها العلمية التي تقتضي تمارين تطبيقية إذا ما تم تقديمها في وقت قياسي، معربين عن رفضهم دفع ثمن الإضراب ودافع كل من تحدث إلينا عن رفضهم تأخير العطلة الربيعية لاستدراك الدروس الضائعة أو استغلال الأسبوع الأول منها. التلاميذ المحتجين بدأوا في التجمع أمام ملحقة الوزارة، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا قبل أن تفرقهم الشرطة في حدود منتصف النهار، وقد رفعوا شعارا "لانريد أن ندفع ضريبة إضراب الأساتذة "مهددين بمواصلة مقاطعة الدراسة في حال تم اتخاذ قرار تمديد الامتحانات أو استغلال العطل في تعويض الدروس. وطالب هؤلاء المحتجين وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد " تحديد عتبة الدروس بالنسبة لتلاميذ البكالوريا والتعليم الأساسي" وإلغاء وحدات الفصل الأخير التي يصعب دراستها. وعلمت النصر من مصادر موثوقة بأنه قد تم استدعاء وفد من ممثلي الطلبة المحتجين من طرف ممثلي الوزارة لمناقشة مطالبهم و شرح طريقة استدراك الدروس الضائعة. وفي سكيكدة أقدم العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية على تنظيم تجمع احتجاجي أمام مقر مديرية التربية للولاية، وذلك للمطالبة بتحديد عتبة الدروس وكذا رفضهم للإجراء الذي اتخذته الجهات المعنية بتعويض الدروس الضائعة من المقرر الدراسي خلال أيام العطل ومساء يوم الثلاثاء واعتبروا أن ذلك يشكل ضغطا كبيرا عليهم ولا يمكنهم من استيعاب الدروس بالشكل اللائق. وقد استقبل الأمين العام للمديرية ممثلين عن التلاميذ واستمع إلى انشغالهم ووعد بنقلها إلى الوزارة الوصية. كما تجمع العشرات من التلاميذ المتمدرسين بمختلف ثانويات مدينة البرج أمام مقر الولاية، بعدما قاطعوا الدراسة وذلك للمطالبة بتوضيح عديد الأمور الغامضة بخصوص تعويض الدروس و كيفية إجراء الامتحانات بعد إضراب الأساتذة الذي استمر لعدة أسابيع، و رفعوا عديد الانشغالات المتعلقة بالتبعات السلبية لإضراب الأساتذة و ما نجم عنه من تأخر في الدروس و اختلال في البرنامج الدراسي خاصة بالنسبة للمقبلين منهم على اجتياز شهادة البكالوريا، مبدين رفضهم لما يثار من معلومات متداولة حول تعويض الدروس المتأخرة خلال فترة العطلة الدراسية و تأخير موعد الامتحانات فيما طالب تلاميذ الأقسام النهائية بتحديد عتبة الدروس لتمكينهم من المراجعة بعيدا عن الضغط و الحشو في الدروس. و أبدى التلاميذ المحتجون رفضهم المطلق لما يتم تداوله من أخبار حول تخصيص أيام العطلة لتعويض الدروس المتأخرة و كذا إجبارهم على الدراسة ايام السبت، مطالبين بإجراء الامتحانات في وقتها مع تحديد عتبة الدروس بالنسبة لطلبة الاقسام النهائية، كما عبروا عن رفضهم إقحام التلاميذ في أخطاء لم يرتكبوها أو في صراعات الأساتذة مع الوزارة الوصية. كما دخل تلاميذ جميع السنوات بثانوية شرقي زراري في بلدية بغاي شمال خنشلة في إضراب مفتوح عن الدراسة للتعبير عن رفضهم لاقتراحات تعويض الدروس الضائعة خلال إضراب الأساتذة الأخير الذي دام أزيد من ثلاثة أسابيع، يومي عطلة نهاية الأسبوع ومساء يوم الثلاثاء وأسبوع عطلة الربيع معتبرين ذلك هروبا إلى الأمام ومحاولة يائسة لاستدراك بطريقة الحشو واستغلال أيام راحتهم مؤكدين إصرارهم على ضرورة استجابة الوزارة الوصية لمطلبهم بتحديد عتبة الدروس لا سيما للمعنيين بامتحان شهادة البكالوريا . وشهدت ولاية المسيلة بدورها خروج العشرات من تلاميذ الطور الثانوي إلى الشارع وجابوا الطرق الرئيسية لعاصمة الولاية في جميع الاتجاهات رافعين عدة شعارات يطالبون في بعضها بتحديد العتبة قبل شهر أفريل وتقليص البرنامج بالنسبة لتلاميذ الطورين الأول والثاني ثانوي حيث عرف احتجاج تلاميذ ثانويات المسيلة مشاركة كبيرة من قبل التلاميذ الذين ساروا في ميسرة سلمية إلى غاية مديرية التربية بالحي الإداري الجديد. وعرفت المسيرة مشاركة مئات التلاميذ الذين جاؤوا من ثانويات الشريف مساعدية وابراهيم بن الاغلب التميمي وعثمان بن عفان والمقري وغيرها من ثانويات عاصمة الولاية وصولا إلى مقر مديرية التربية أين قرأ البعض بيان طالبوا من خلاله الاستجابة إلى انشغالاتهم في أعقاب الإضراب الذي شنه أساتذة التعليم الثانوي من قبل حيث أبدوا مخاوفهم من تأجيل الامتحانات الرسمية وعدم حصولهم على العطلة الربيعية رافضين تحمل خطأ الأساتذة المضربين الذين سيعمدون حسبهم في الضغط على التلاميذ. ويصر التلاميذ على مواصلة الإضراب إلى حين استجابة وزارة التربية لمطالبهم وصدور تصريح رسمي من الوزير. ع.أسابع / المراسلون أكدت بأن اللجنة المكلفة بدراسة كيفية استدراك الدروس لم تنته من عملها وزارة التربية تنفي صدور أي قرار بتأخير موعد عطلة الربيع أو تاريخ الامتحانات الرسمية نفت أمس وزارة التربية الوطنية على لسان مستشارها الإعلامي فيصل حفاف ما تردد حول " صدور قرار بتأخير عطلة الربيع أو التضحية بها من أجل تعويض الدروس الضائعة بسبب الإضراب الذي شهدته المؤسسات التربوية مؤخرا ". وأكد المستشار الإعلامي لوزير التربية في تصريح للنصر بأن " الوزارة لم تصدر إلى غاية الآن أي قرار حول تأخير موعد العطلة المدرسية الخاصة بفصل الربيع، كما أنها لم تصدر أي قرار يتحدث عن تأخير مواعيد إجراء الامتحانات الوطنية الرسمية لآخر السنة "مطمئنا بان ما يتردد هنا وهناك في هذا الصدد مجرد إشاعات مغرضة". وفي تعليقه عن مطالب التلاميذ الذين قاطعوا الدراسة أمس للاحتجاج على الكيفية أو الطريقة التي تنوي من خلالها الوزارة تعويض الدروس، قال السيد حفاف بأن اللجنة التي تم تنصيبها على مستوى الوزارة لهذا الغرض والمكونة من خبراء في البيداغوجيا مازالت بصدد دراسة والبحث عن أفضل السبل لاستدراك الدروس التي لم يتم تلقينها بسبب الإضرابات التي عرفها القطاع في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن هذه اللجنة تعكف حاليا على دراسة كيفية استدراك الدروس مع الأخذ في الحسبان مدى التدرج في الدروس على مستوى كل ولاية بل كل مؤسسة تربوية وعدم التسبب في اضطراب التلميذ في مساره الدراسي، مشيرا إلى انه بعد أن تفرغ اللجنة المنصّبة من عملها، في حدود أسبوع، سيتم إعداد منشور بناء على توصياتها ليرسل إلى كافة مديريات التربية التي ستعمل على تطبيقه ميدانيا.